علي دنيف حسن

تقول الوصايا الإعلامية ان الصحفي يبقى محدود الكفاءة، ومعرضا لشتى أنواع الإحراج والاهتزاز والارتباك، ما لم يكن قادرا على صياغة الخبر الصحفي وفق قواعده الكلاسيكية. ففهم بناء الخبر، كان ولا يزال هو اللبنة الأولى في أبجديات الصحافة التقليدية والالكترونية. وعلاوة على ذلك هو المدخل الأساس للتعلم والإجادة والإبداع في الفنون الصحفية الأخرى.

يعتمد فهم الخبر أساسا على الإجابة عن الأسئلة الخمسة ( ماذا؟ ومن؟ ومتى؟ واين؟ وكيف؟) وكيفية ترتيب تلك الإجابات في عنوان الخبر ومقدمته وجسمه.

تبدأ صناعة الخبر بجمع المعلومات المتفرقة عن حادث أو واقعة أو مشكلة ما. ثم تكتب المعلومات كيفما اتفق في مسودة أولية. بعدها يتم حذف المعلومات المكررة، وتكثيف العبارات، واستبدال العبارات غير الواضحة بعبارات أوضح وأدق. وبعد هذه الإجراءات يتم ترتيب المعلومات من الأعلى إلى الأسفل حسب درجة أهميتها. وتوضع خلاصة الخبر وجوهره في المقدمة، وعليها، أي المقدمة، ان تجيب على الأسئلة الخمسة، بالاضافة إلى ذكر مصدر الخبر. ثم تكتب التفاصيل في جسم الخبر، ويراعى توزيع الخلفيات التاريخية بين سطور جسم الخبر، ولا يحبذ ان تكتب في كتلة واحدة. ويراعى كذلك ان تكون المقدمة هي الخبر نفسه، أي ان تكون قادرة على الإبلاغ بفحوى المعلومات وخلاصتها اذا ما تم حذف جسم الخبر بسبب ضيق الوقت أو المساحة.

لا جديد في كل ما قلناه، إذ تعد هذه المعلومات من بديهيات وأولويات التحرير الصحفي، وهي من الدروس التي يتلقاها طلبة الإعلام في صفوفهم الأولى في كل جامعات العالم، على الرغم من قدمها. وهي بذلك تشبه (1+1=2) ،أقدم قاعدة رياضية عرفها التاريخ، والمدهش ان الكثير من الناس يمارسونها عندما يكتبون رسائل الموبايل ( المسجات)، من دون ان يعلموا انها القواعد الأساسية لكتابة الأخبار، فيما يواصل الكثير من المحررين نسيانها أو تناسيها.

ليس في ( مسجات الموبايل) كلمات فائضة، ولا معلومات غير مهمة، ويتقدم فيها الأهم على المهم، وباستثاء رسائل الحب، يبقى الموبايل أحد أبرز معلمي كتابة الخبر الصحفي.

تم تعطيل التعليقات