كلية الإعلام / خاص ….

نوقشت في قسم الصحافة بكلية الإعلام ، الثلاثاء ،أطروحة الدكتوراه الموسومة ( إدارة الصحافة العراقية للأزمات الامنية المحلية ) للطالب محمد علي جياد.  
تناولت هذه الدراسة ” ادارة الصحافة العراقية للأزمات الامنية المحلية ” دراسة تحليلية وميدانية للمضمون والقائم بالاتصال في صحف الصباح والاتحاد والمشرق بعد العاشر من حزيران 2014، ومثلت الصحافة العراقية مجالا مكانياً للبحث وتم اخضاع مضامين اخبار الازمات الامنية المحلية وموضوعاتها في الصحف المشار اليها آنفا للبحث والتحليل والتفسير فضلا عن المسح الشامل للقائمين بالاتصال ودورهم والضغوط التي يتعرضون لها عند ادارة أخبار وموضوعات الازمات الامنية المحلية ومعالجتها .
 ونبقى في ذات السياق حيث تكمن مشكلة البحث في التساؤل الرئيسي عن دور الصحافة العراقية في ادارة هذه النوعية من الازمات التي شهدتها الساحة العراقية عن طريق مضامين الرسائل الاتصالية وتأثيرات القائم بالاتصال في تلك الرسائل والضغوط التي يتعرض لها ، وقد ارتبطت هذه المشكلة بإحساس الباحث بعدم وجود علاقة موضوعية وحيادية وواضحة في معالجة الصحافة العراقية (الحزبية والخاصة والعامة) وادارتها لهذا الازمات بشكل متوازن ، الامر الذي يشير الى وجود نوع من الغموض الذي تمارسه الصحافة العراقية في معالجة موضوعات الازمات الامنية المحلية .
على صعيدٍ متصل طرح الباحث جملة من التساؤلات في الجانبين التحليلي والميداني من الدراسة أبرزها : تساؤلات عن الكيفية التي عالجت بها الصحافة العراقية موضوعات الأزمات الأمنية المحلية والأطر الاعلامية التي وظفتها الصحافة العراقية بأنماط ملكياتها (الحزبية والخاصة والعامة ) في معالجة جوانب هذه الأزمات ومدى تأثير مصادر الاخبار والمعلومات في موضوعية ومصداقية الصحافة العراقية ؟ وما مستوى اهتمام الصحف العراقية بموضوعات الأزمات الأمنية .. ومدى التوازن في عرض وجهات النظر والآراء المختلفة والمتباينة في هذا الشأن ؟
 والتساؤلات عن مدى التوازن في نسب القائمين بالاتصال بين الجنسين والفئات العمرية في الصحف العراقية والاساليب والمحددات المهنية التي يمارسها القائم بالاتصال في صحف الدراسة وتأثير البيئة الصحفية التي يعمل فيها القائم بالاتصال عند معالجته موضوعات الازمات الامنية المحلية ومامدى التزام القائم بالاتصال بالأخلاقيات المهنية ؟وما مستوى اهتمام القائم بالاتصال ومراعاته لميول ورغبات الجمهور المستهدف ؟ وما مدى رضا القائم بالاتصال عن معالجات الصحف الحزبية والخاصة والعامة وما المعايير التي يتم على اساسها انتقاء أو حذف الموضوعات والأخبار وما طبيعة ونوعية الضغوط التي يتعرض لها القائم بالاتصال في الصحافة العراقية ؟ وما تأثير مصادر الموضوعات والأخبار على إداء القائم بالاتصال ؟ وما دور القائم بالاتصال في المساهمة بوضع سياسة الصحيفة ، ومدى تأثير السياسة الصحفية على ادائه ؟
من جانبٍ أخر تأتي اهمية الدراسة في محاولتها الوصول الى محددات وقواعد مهنية واخلاقية تحدد الاساليب والممارسات عند معالجة موضوعات الازمات الامنية المحلية، فضلا عن قلة الدراسات العربية والعراقية التي تناولت القائم بالاتصال في صحف القطاع العام والحزبية والخاصة في آن واحد ، حيث كان التركيز على صحف القطاع العام والحكومية في الغالب ، وإعتمد الباحث المنهج المسحي بشقيه الوصفي والتحليلي فضلا عن المقارنة المنهجية للمضامين وللقائمين بالاتصال في صحف الدراسة ، وقسمت الدراسة الى خمسة فصول اشتملت الاطار المنهجي والجانب النظري للدراسة فضلا عن فصلين تحليلي وميداني للمضمون والقائم بالاتصال، وتوصلت الدراسة الى نتائج في البحثين التحليلي والميداني أبرزها : نتائج البحث التحليلي للمضمون في صحف الدراسة، حيث سجلت صحيفة الصباح مستوى اهتمام أكبر في نشر أخبار وموضوعات الازمات الامنية المحلية على صفحاتها ، وجاءت الاتحاد بالمرتبة الثانية  وحلت صحيفة المشرق ثالثا ، ومن ثم تصدرت التقارير والأخبار الصحفية جميع الفنون والاشكال الصحفية التي وظفتها صحف الدراسة في معالجة ونشر موضوعات الازمات الامنية المحلية على صفحاتها ،وسجلت الصفحات الاولى والثانية والثالثة والرابعة اهتماماً وعناية ملحوظة من قبل صحف الدراسة في نشر موضوعات الازمات الامنية المحلية وبتكرارات عالية قياسا ببقية الصفحات ، وانفردت صحيفة الصباح من بين الصحف العراقية في نشر اعلانات التعبئة والدعم والتحشيد والمساندة والتعاطف ووظفتها بشكل يومي ومكرر في غالبية صفحاتها ، واعتمدت اعلاما تعبوياً ، سجلت فئة مصادر مجهولة مراتب متقدمة في صحف الدراسة وبفارق واضح وملحوظ عن بقية المصادر ، وحلت في المرتبة الاولى لصحيفتي الاتحاد والمشرق وثانيا لصحيفة الصباح .فضلاً عن اعتماد اساليب الترغيب والتهويل والاثارة العاطفية والتخويف والتحذير وعرض وجهة نظر واحدة  بشكل ملحوظ وواضح من قبل صحف الدراسة،الا ان اساليب ” عرض الارقام والاحصائيات والبيانات ” و” عرض وجهات نظر مختلفة ” و”عرض وجهات نظر جانبي القضية “حلت في المراتب الاخيرة وبتكرارات متواضعة قياسا بسابقاتها ، كما وظفت صحف الدراسة القوى الفاعلة في الساحة العراقية بما يتماشى مع سياساتها وتوجهاتها ومواقفها وسجلت مستويات إهتمام ملحوظة .
وقد توصلت اختبارات فرضيات الدراسة التحليلية الى نتائج عدة أبرزها : برزت صحيفة الصباح في معالجتها محوري(نوعية الفنون والاشكال الصحفية ومستوى الاهتمام بموضوعات الازمات الامنية المحلية)، وسجلت اعلى وسط حسابي تلتها صحيفة الاتحاد ومن ثم جاءت صحيفة المشرق ، كما سجلت صحيفة الصباح اعلى وسط حسابي وتلتها صحيفة الاتحاد ومن ثم جاءت المشرق في معالجتها محوري (نوعية المصادر المعتمدة ونوعية القوى الفاعلة وتوجهاتها التي تم توظيفها عند اعداد وتحرير موضوعات الازمات الامنية المحلية)، وبرزت كذلك في معالجتها محور اساليب البرهنة والاقناع التي تم توظيفها في هذا الشأن.
وتوصلت اختبارات فرضيات الدراسة الميدانية الى نتائج عدة أبرزها: وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين الوظيفة الصحفية التي يمارسها القائم بالاتصال وبين التأثيرات والضغوط المفروضة على اداء القائمين بالاتصال ، ووجود علاقة ذات دلالة احصائية بين نمط ملكية الصحيفة وبين الاداء المهني للقائم بالاتصال في مجال جمع المعلومات واختيار الاخبار وموضوعات الازمات الامنية وتحريرها.فضلاً عن وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين الوظيفة التي يمارسها القائم بالاتصال ومدى رضاه عن مستوى الاداء في معالجة الصحف العراقية لموضوعات الازمات الامنية المحلية.
وقد تألفت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور هاشم حسن التميمي رئيساً ، والأستاذ المساعد الدكتور نزهت محمود نفل مشرفاً ، وعضوية كل من الأستاذ المساعد الدكتور حسين علي نور ، والأستاذ المساعد الدكتور سهام حسن الشجيري ، والأستاذ المساعد الدكتورعبد الرحمن علي الفهداوي ، والأستاذ المساعد الدكتور فريد صالح فياض .
وبعد الادلاء بجميع ملاحظات المناقشين قررت اللجنة قبول أطروحة الدكتوراه . إنتهى / 64 


تم تعطيل التعليقات