كلية الإعلام /خاص…
أصدرت الاكاديمية الأولمبية ضمن سلسلة نتاجاتها مؤلفا جديدا لمعاون عميد كلية الاعلام في جامعة بغداد الأستاذ الدكتور عمار طاهر رئيس القسم الرياضي في جريدة الزمان الدولية تحت عنوان (الصحافة الرياضية في العراق – تاريخ طويل ومحطات مضيئة) يوثق الكتاب بين دفتيه مسيرة حافلة للصحافة الرياضية بالعراق منذ بواكير التأسيس في عشرينيات القرن الماضي الى عام 2003.

وصدر الكتاب بحلة قشيبة وشكل متميز حيث تم اخراجه من قبل المصمم المعروف الدكتور فلاح حسن الخطاط وطبع في بغداد عن طريق شركة الانس ب (227) صفحة من القطع المتوسط والورق الانيق.
وأهدى المؤلف نتاجه العلمي الى الذين (اوقدوا اقلامهم شموعا لينيروا عتمة الزمن المجهول.
الصحفيون الرياضيون الشجعان المغامرون ممن عاشوا بصمت ورحلوا بلا ضجيج) فالكتاب يسلط الضوء على مطبوعات كان مجرد التفكير في إصدارها عبارة عن مغامرة غير محسوبة العواقب او مجرد ترف ليس له ضرورة في مجتمع مغلق تحكمه الأعراف المتخلفة.. اما الرياضة ففيه غائبة او مغيبة بقوة العادات والتقاليد البالية.
ويحيي الكتاب ايضا من خلال فصوله ذكرى عشرات الصحفيين المجهولين ممن اسسوا للصحافة الرياضية في العراق وضاعوا بين ثنايا الصحف ومتاهات التاريخ كتبوا بروح الهواية عن رياضة كان التفكير في ارسائها بالعراق ضربا من الخيال حيث لا ملاعب او صالات او فكر او وعي او ثقافة رياضية.
وعلى هامش حكايات الصحف واصحابها عرج المؤلف على صفحات مهمة مجتمعية وتشريعية ورياضية أسهمت بشكل فاعل في الارتقاء بمستوى صاحبة الجلالة أحيانا او انخفاض أدائها وتراجعها في احايين اخر فالصحافة الرياضية ليست بمعزل على تفاعلات البيئة الحاضنة لها ولاسيما فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير والتطور التقني والحقب السياسية التي عصفت بالبلاد وما رافقها من تداعيات اذ تبدلت وفقها توجهات الصحف فاختفى البعض وظهر البعض الاخر.
يذكر المؤلف في مقدمته ان الكتاب ضم حصراً كاملاً لجميع الصحف الرياضية التي تشير ترويستها على أنها رياضية والتي بلغ مجموعها (37) مجلة وجريدة وذلك ضمن فترة طويلة امتدت منذ عام 1922 ولغاية عام 2003 مستبعداً الصحف الرياضية التي أصدرتها الاتحادات أو الهيئات واللجان الرياضية العربية والأجنبية في العراق وبعض الصحف التي تتعلق بألعاب عدها البعض من ضمن الألعاب الرياضية.
وقد احتوى الكتاب كذلك استعراضا شاملا للصفحات الرياضية في الصحف العراقية منذ بدايات الظهور الى عام 2003 حيث توقف المؤلف عند أبرز المحطات الصحفية التي مرت بها الصفحات والزوايا الرياضية ليقدم للقارئ والمهتم صورة كاملة عن واقع الصحافة الرياضية خلال القرن العشرين.
كما يشير الكتاب الى اسماء وعناوين غدت منسية ومغيبة عن الواقع فهم مجرد اشباح واخيلة في الذاكرة رغم نزيف الذكريات مع انهم حفروا في الصخر وحرثوا في البحر وكتبوا اول حروف المهنة فكان لهم شرف السبق وريادة التأسيس في زمن عزت فيه الرياضة فكانت مجرد ترف في نظر السلطة والمجتمع على حد سواء.
كانوا نجوم ساطعة في ملاعب افلة فهم الرعيل الاول في شارع الصحافة الرياضية الكادحون في بلاطها.. المهنة كانت لهم موقف وقضية كانوا جنود مجهولين يبحثون عن الخبر والموضوع مثل الذي يجمع حبات القمح في يوم عاصف فلا نشاط رياضي ولا وسائل اتصال حديثة تعينهم على تغطية زوايا وصفحات بياضها مظلم وسوداها مضيء.
وتضمن الكتاب ستة فصول مختلفة تناول الفصل الأول الصحافة الرياضية منذ عام 1922 الى عام 1958 حيث قيام الحكم الجمهوري في العراق وقد استعرض المؤلف الصحف والمجلات الصادرة في تلك الحقبة مع تقديم يسلط الضوء على بدايات الرياضة ووضع العراق اذبان نهاية الحكم العثماني وبداية العهد البريطاني وما مر به البلد من ثالوث الفقر والجهل والمرض.
واحتوى الفصل الثاني على الصحف الصادرة خلال العهد الجمهوري الأول منذ عام 1958 ولغاية عام 1971 والتي تعد الفترة الذهبية للصحافة الرياضية حيث تعدد الصحف والحرية النسبية التي كانت سائدة آنذاك فضلا عن تطور الرياضة وما رافقها من دخول العديد من المحررين الى عالم الصحافة الرياضية من خريجي المعاهد العالية.
اما الفصل الثالث فقد تناول الصحف الرياضية منذ عام 1971 ولغاية 2003 بعد القرار الحكومي بأغلاق جميع الصحف الرياضية وتأسيس جريدة الرياضي حيث شهدت تلك الفترة تراجعا في حرية التعبير مقابل تطور تكنولوجي على صعيد الطباعة والورق والتصميم فالحريات أضحت مقيدة بأغلال الفكر الواحد.
وشمل الفصل الرابع استعراضا للصفحات الرياضية في الصحف العامة الصادرة في العراق منذ عام 1954 ولغاية عام 1963 فيما تضمن الفصل الخامس الصفحات الرياضية الصادرة منذ عام 1963 ولغاية عام 1968 في حين احتوى الفصل السادس والأخير على الصفحات الرياضية منذ عام 1968 ولغاية عام 2003 حيث حاول المؤلف ان يقدم صورة عن تلك الجهود المهنية الرائعة عن طريق تناول عدد من الصفحات الرياضية المتميزة في صحف كبرى تركت اثرا واضحا في تاريخ الصحافة العراقية.انتهى/٦٤

تم تعطيل التعليقات