كلية الإعلام / وحدة الإعلام والمعلوماتية

انطلاقا من سعي الكلية في تعشيق الجانب العملي للطلبة من خلال عقد اللقاآت مع شخصيات سياسية والإعلامية و الثقافية.

استضافت كلية الإعلام – وحدة اللغة الإعلامية الأستاذ عبد الباقي النجار المتخصص بشؤون اللغات يوم الأربعاء 2/5/2012 لإلقاء محاضرة بعنوان (أبحاث في اللغة العربية وفي كتابتها) حيث قال : لاشك إن اللغة العربية هي من اغني اللغات التي عرفها الإنسان على وجهه الأرض في خصائصها وفي بلاغتها وتماسك عباراتها وكثرة مفرداتها مشيراً إلى إن حصيلة أبحاثه تتلخص في عدة محاور منها:


إن عدد حروف اللغة العربية هو ثلاثون حرفاً بالكمال والتمام ولكن المعروف والشائع عند العرب والناطقين باللغة العربية والدارسين لها هو ثمانية وعشرون حرفاً, والعجيب هو إن الحرفيين الآخرين يلفظان لفظاً صحيحاً وواضحاً أثناء الكلام والقراءة, إلا إنهما غير معروفين وغير معترف بهما, وان هذين الحرفين يكتبان ويقرءان ولكن باسمين غير صحيحين.

إن احد هذين الحرفين قد أطلق عليه اسم ليس له علاقة بأسماء حروف اللغة العربية وأعطي اسمه الحقيقي الصحيح إلى حرف آخر فاقد لأسمه, وان ثاني هذين الحرفين لم يميز لفظه عن لفظ حرف آخر لتشابه بسيط في لفظهما فلم يسمى باسمه الصحيح بل سمي باسم الحرف الأخر فيكتبان هذان الحرفان على إنهما حرف واحد ولكن بلفظين مختلفين.

موضحاً إن الحركات والسكون والحركات المنونة هي من مكونات اللغة العربية حالها حال الحروف, وان علاماتها معروفة في الكتابة الحالية, ولكنها لا تعتبر من مكنونات اللغة العربية, ولذلك فهي لم تعامل بنفس درجة التعامل مع الحروف ولم يهتم بكتابنها بشكل صحيح وهذا سبب في حصول أخطاء ومشاكل كثيرة أثرت سلباً على اللغة العربية وعلى كتابتها كما إن وضع علامات الحركات وعلامة السكون فوق بعض الحروف في بعض المواقع في بعض الكلمات في الكتابة الحالية هو ليس صحيحاً وان وضع علامات الحركات المنونة بشكلها الحالي على بعض الكلمات في بعض المواقع لا يساعد على قراءة هذه الكلمات بشكل صحيح وسهل.

وبين النجار…

وجود ثلاثة حروف مركبة في الكتابة الحالية كل حرف من هذه الحروف مركب من حرفين ولكن لا يوجد سبب مبرر لهذا التركيب الغريب لذا يجب كتابة الحروف الصحيحة فقط في مواقعها في الكلمات ووضع ما يناسب من الحركات فوق هذه الحروف أو فوق الحروف التي قبلها في هذه الكلمات لتكون كتابة هذه الكلمات صحيحة  إضافة إلى وجود حرف مركب رابع في الكتابة الحالية من الحرف (ا) ومن  ما تسمى بعلامة المد, فقد وضعت فوق هكذا ( آ ) فتكون حرفاً مركباً غريباً بلفظ حرفيين متتابعين في كلمة واحدة, حذف احدهما من الكتابة وهو الحرف الأول بدون إي سبب واضح, إن هذا الحرف المركب الغريب ( آ ) يكتب في كثير من الكلمات بدون انتباه, ولكن الصحيح إن نحذف علامة المد من هذا الموقع ويكتب الحرف الذي حذف من موقعه في موقعه الذي هو قبل موقع الحرف ( ا ) في هذه الكلمات.

مبيناً إلى حذف بعض حروف اللغة العربية من الكتابة من بعض الكلمات بسبب إلغاءها من اللفظ أثناء الكلام والقراءة, ولكنها لم تحذف من الكتابة من بعض الكلمات الأخرى مع وجود السبب نفسه, ولم تعامل هذه الحروف في كتابتها أو في حذفها من الكتابة معاملة ثابتة في كل المواقع.

كاشفاً إن التصنيف الحالي لحروف اللغة العربية إلى حروف شمسية والى حروف قمرية, هو تصنيف غير كافي وغير كامل, وان بعض هذا التصنيف غير صحيح, وان التصنيف غير الصحيح هذا أدى إلى بعض الأخطاء, وتوجد بعض الحروف في اللغة العربية غير قابلة لهذا التصنيف لأنها ليست من الحروف الشمسية و القمرية, ولكنها مصنفة على أنها من الحروف القمرية, وان هذا التصنيف غير صحيح أيضا, وقد أدى هذا التصنيف إلى فقدان الحرفين لأسميهما وفقدانهما لهويتهما.

واستطرد النجار خلال المحاضرة قائلاً…

إن ما تعرف بعلامة الشدة في الكتابة الحالية توضع فوق بعض ما يسمى بالحروف المشددة للإشارة

إن هذه الحروف في بعض الكلمات هي ليست علامة شدة ،وإنما هي علامة تشير إلى تكرار حرفا في كلمة واحدة بالتتابع بدلا من إن يكتب هذا الحرف مرتان في هذه الكلمة ،وان اللغة العربية ليس فيها حروف مشددة وحروف غير مشددة ، كما هو مشاع ،ولقد وضعت هذه العلامة في الكتابة الحالية فوق بعض الحروف في بعض الكلمات في ثمانية مواقع مختلفة .

إن وضع هذه العلامة في واحدة من هذه المواقع هو غير صحيح ،لأنها تكرر لفظ حرفا من حروف بعض كلمات اللغة العربية تكرارا زائدا يؤدي إلى تغيير هذه الكلمات والى تغيير ألفاظها ، لذا يجب إن تحذف علامة الشدة من هذين الموقعين ،لكي تكون كتابة هذه الكلمات صحيحة دون إي زيادة في حروفها .

ووضعت علامة الشدة ايضا  فوق بعض الحروف في ستة مواقع أخرى غير صحيحة ايضا في بعض الكلمات ،ويمكن إن تكتب هذه الكلمات كتابة صحيحة دون حاجتها لهذه العلامة .

ووضعت علامة الشدة ايضا فوق بعض الحروف في بعض مواقعها قبل الحروف الممدودة في بعض الكلمات ، لتشير هذه العلامة إلى تكرار هذه الحروف وليس إلى تشديدها ، كما أشرت ،وان وضعها في هذه المواقع صحيحا ولكنه ليس إلزاميا بل جوازا .

إن وضع ما تسمى بعلامة الشدة فوق بعض الحروف في مواقعها في بعض الكلمات هو سبب من الأسباب التي أدت إلى فقدان معرفة واحد من حروف اللغة العربية . مضيفا لا يخفى بأن بعض المتعلمين العرب في بعض المجتمعات العربية لا يلفظون بعض حروف اللغة العربية بألفاظها الحقيقية الصحيحة، وإنما يلفظونها بألفاظ حروفا أخرى حسب اللهجات المحلية لمجتمعاتها.

إن بعض هذه الحروف يلفظ بلفظ حرفا أخر ،وبعضها يلفظ بلفظ حرفين آخرين ، وبعضها يلفظ بلفظ ثلاثة حروف أخرى ، وبعضها يلفظ بلفظ أربعة حروف أخرى ،وان بعض الحروف يتبادل بألفاظها مع ألفاظ حروف أخرى ،وان بعض الحروف تلفظ بألفاظ حروف ليست عربية ،وان بعض الحروف تلفظ بـألفاظ لا تعود لأية لغة معروفة .

إن بعض هذه الألفاظ غير الصحيحة لهذه الحروف يسبب فقدانا لمعاني بعض الكلمات ،وان بعضها يسبب تغيرا لمعاني بعض كلمات أخرى ، وبعضها يجعل بعض الكلمات غير مفهومة لذا يجب تثبيت الألفاظ الحقيقية الصحيحة لهذه الحروف وتخليص اللغة العربية من الألفاظ غير الصحيحة وإبعاد ألفاظ الحروف غير الغربية .

موضحا وفي الكتابة الحالية بعض العلامات المختلفة الإشكال توضع فوق بعض الحروف وتحت بعضها الأخر في بعض الكلمات بأشكال عشوائية وغير مدروسة هذه العلامات هي ليست من مكونات اللغة العربية وليست من وضع علماء اللغة العربية أو المتخصصين فيها ،بل هي من وضع أصحاب موهبة الخط اللذين ارادو بوضعها إن يضيف والى الكتابة العربية جمالا ولكنها بالحقيقة سببت لها إرباكا هي في غنى عنه ويجب إن تحذف وفي نهاية المحاضرة فتح النقاش للحاضرين في طرح أسئلتهم واستفساراتهم حول الموضوع .

تم تعطيل التعليقات