د هاشم حسن التميمي

    شهدت الجامعات العراقية مؤخرا قفزات نستطيع إن نصفها بالنوعية في مجال تفعيل مواقعها الالكترونية  لتكون وسيلة أساسية في التواصل الاجتماعي والتنمية المعرفية.

 ويقف وراء هذه الخطوات العلمية الهادفة لتقليص الفجوة الرقمية والمعرفية والاجتماعية مابين مئات الآلاف من طلبة  العلوم وعشرات الآلاف من أعضاء الهيئات التدريسية  والعاملين في الجامعات  ومجتمعنا الكبير نخبة من الشباب الأكاديمي والموظفين المهتمين بالصحافة الالكترونية بمضمونها المهني والياتها  وتقنياتها وأنظمتها الحديثة، ويأتي كل ذلك وفقا لإستراتيجية لإصلاح التعليم العالي الذي مازال بحاجة ماسة لمثل هذه التطورات التي ستأخذ مداها الايجابي حين يتم تعزيزها بنشر وترسيخ التقاليد الجامعية والمعايير العالمية في التعامل مع العلم والعلماء كذخيرة حية وفعالة في إعادة بناء المجتمع وتأهيله حضاريا.

 ولعل الملفت  للنظر والانتباه في مواقعنا الجامعية وفي مقدمتها موقع وزارة التعليم العالي وجامعة بغداد وجامعات أخرى سهولة التصفح للوصول للمعلوم وسرعة التحديث والدخول في سباق مزدوج الأول مع وسائل الإعلام التي تتنافس للحصول على المعلومة الجامعية حتى إن موقع بغداد مارس تجربة في النقل الحي لبعض مشاهد حفل التخرج، وتنافس داخلي بين مواقع الكليات والمراكز وبين الجامعات وصدور تقييمات شهرية وفق معايير كمية ونوعية أصبحت حافزا للتطور وتجاوز للعديد من الصعوبات والمعوقات الالكترونية والروتينية حتى إن هذه المواقع وبدون مجاملات أو مبالغات أصبحت مصدرا لتلقي الإخبار وفي مقدمتها نتائج القبول في الدراسات الأولية والعليا وحتى الإجراءات الروتينية في التقديم للجامعات أو الاطلاع على الضوابط والتعليمات حسمته هذه المواقع اختصارا للوقت وللجهد في حالة نوعية للرفع من الثقافة الالكترونية لتكون وسيلة للتواصل الاجتماعي والمعرفي داخل الجامعات وتجسد ذلك من اتساع الاستخدامات الالكترونية بكل إشكالها بين الطلبة واعتمادها إداريا في تحديث البيانات والمعلومات في الإدارات الجامعية، وتمتد جسورها للمجتمع المحلي بكامله بل وتتخطى الحدود الإقليمية لتكون وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي لاسيما إن اعتماد اللغة الانكليزية في تلك المواقع مهد لهذا التواصل الدولي  الذي كان النظام السابق يعده عملا تجسسي وليس تبادلا ثقافيا في علم أصبحت المعلومات فيه حرة طليقة وتحدد مستقبل الشعوب التي تمردت على عزلتها وأنظمتها الدكتاتورية.

 إن هذا الربيع الالكتروني العراق في كل مكان وفي الجامعات خاصة يستحق التقدير لان  فرسانه يقودون التغيير ويحطمون بالعلم والعمل الجاد الفجوة الرقمية التي خلفتها لنا الحقبة الدكتاتورية وتصر عليها قوى الإرهاب والفساد لكن الله سيمد كل الخيرين الصابرين المجتهدين بكل عوامل الإبداع الخلاق ويساعدهم لاختراق كل الأفاق وليصح في النهاية إلا الصحيح .

تم تعطيل التعليقات