وحدة الاعلام/بغداد..
صدر حديثا للتدريسيين في قسم العلاقات العامة بكلية الاعلام، الاستاذ الدكتور سالم جاسم محمد، والاستاذ الدكتور فاطمة عبد الكاظم، كتابا مشتركا حمل عنوان “المحتوى الإتصالي والدلالات المجتمعية”، عن دار المتحدة للنشر والتوزيع/ الشارقة في دولة الامارات.
ويهدف الكتاب الى توصيف التمثلات الذهنيّة والنمطيّة المتجسدة في النتاج الاتصالي ودلالاتها المعرفيّة والأيديولوجيّة عبر رصد محتوى الرسائل الاتصاليّة بأنواعها كافة، وآفاق التلقي من جانب آخر من طريق استجلاء التمثلات المنطبعة في أذهان الأفراد عن مجتمعات، أو مؤسسات، أو فئات اجتماعية، أو أشخاص، وما إلى ذلك، باستعمال اتجاهات بحثيّة عدة نُفذّت بطرائق كميّة ونوعيّة، وبأدوات بحثيّة متعددة بحسب سياق الدراسة ومراميها.
ويرى المؤلفان ان “التمثلات الذهنية كانت، مفهوما وصيرورة، مثار عناية المفكرين والفلاسفة في العلوم الإنسانية كافة، فهي عملية مصاحبة للإنسان بصورة دائمة عبر عمليات الاحساس والإدراك والتخيل التي تلعب دورا فاعلا في إنتاج تلك التمثلات، وبناء واقع رمزي للعالم الخارجي، وإضفاء الدلالة عليه اعتمادا على التفاعل بين متغيرات عدة، تبدأ من التجارب الشخصية للفرد مرورا بمؤسسات التنشئة الاجتماعية، والنظام الاجتماعي، ووسائل الاتصال.
ويرى الكتاب ان “التمثلات ليست عملية فردية فحسب؛ بل هي نتاج جمعي تزود الجماعة، أو المجتمع بإطار فكري يمثلُ الرؤية المشتركة لذلك المحيط الذي يعيش فيه؛ فيمكن القول: أنَّ التمثلات بوصفها نظام معرفي قائم تمنح أعضاء الجماعة طرق في فهم وإدراك الخبرات الجديدة وربطها بذلك النظام، وكذلك تمثلُ طريقة في التواصل مع الآخرين”.
وفي الوقت الذي نصفُ فيه التمثلات بأنها أنماط فكرية قائمة على قيم المجتمع وتحكم رؤيته للعالم، إلا إنها معارف مكتسبة بصورة اجتماعية وليس بالضرورة أنها مختبرة علميا، ومن ثم فهي لا تستند إلى معايير علمية، ولكنها صادقة فيما يتعلق بالإفراد والجماعات التي تتخذُ منها مرجعًا فكريًا تركن إليها في النظر إلى الأشياء، بحسب المؤلفين.
ويختم الكتاب أن “الدراسات المعنية بالتمثلات تمثل طيفا واسعا ومتنوعا إلى الحد الذي يصعبُ معه حصرها بميدان واحد، أو تخصص فكري محدد، وما هذه السعة وهذا التنوع إلاّ مؤشران على أهمية التمثلات للإنسان بوصفها جوهر نشاطه الفكري الفردي أو الجمعي، وكذلك أهميتها للدارسين الذين يدركون بطريقة علميّة ضرورة الإحاطة بها، ومعرفة كيفيّة تشكّلها، والقوانين التي تحكم حركتها لفهمها والتعامل معها بصورة جيدة”. انتهى/64
تم تعطيل التعليقات