وحدة الاعلام/بغداد..
قدمت الفرقة المسرحية لكلية الاعلام جامعة بغداد، العرض الأول لمسرحية “انا العراق” من تأليف المدرس الدكتور ضحى سعد وإخراج الدكتور محمد عمر واشراف عميد الكلية الأستاذ الدكتور عمار طاهر.
وناقش العمل الذي حضره رئيس جامعة بغداد الاستاذ الدكتور منير السعدي وشارك فيه عدد كبير من طلبة كلية الاعلام، بأسلوب فني ومهني ما يتعرض لها العراق من محاولات تزييف ممنهج ومساع حثيثة لاحتلال عقول شبابه من خلال اغراقها بمعلومات مظللة عبر الجو الإعلامي المكتوب والمسموع والمرئي بما يسهم في تشويه صورة حاضر العراق وتاريخه ومستقبله.
وتصحيحا لتلك الصورة المشوهة، انبرت الفرقة المسرحية لكلية الاعلام وفي اول اعمالها الفنية لتصويب الحقائق عبر معالجة موضوعية تستهدف تاريخ العراق الزاهر بالحضارات والإنجازات والابداع الفريد.
فانطلق “انا العراق” من بين ضباب مسرح السلام ليقص حكاية كلكامش الذي رأى كل شيء، وملك العدل حمورابي الذي خط التشريعات والقوانين للعالم، وصاحبة المناصب الثلاثة الاميرة انخَيدُوانا التي وحدت مملكتي سومر واكد، وتميزت بوصفها أقدم شاعرة عرفها التاريخ، واعتلت دون غيرها عرش كاهنات الالهة.
ووسط ذهول الجمهور بحقائق تلك الحقبة، سُمع من خلف الستائر الحمراء صوت ملك العالم والاشوريين “اشور بانيبال”، ليروي لنا بطولاته ويعرج على أعظم انجاز ثقافي أقدم عليه عندما أنشأ أَشهر المكتبات في بلاد النهرين التي ضمت أكثر من 1000 رقم طيني بعضها بِالنصوصِ الاكدية، ليحمي تلك الحقبة وما سبقها من الاندثار ويمجد تاريخ اجداده.
وما ان خبى صوت اشور بانيبال، حتى خُطفنا بإعجاز فني محبك من ديار مسرحنا نحو ملكة الحظر و”مملكة عربايا” لنشاهد فيها جمال هندستها المعمارية وفنونها وازدهار تجارتها وصناعتها وبريق “الصقر” الذي زين اول عملة معدنية تداولها اهلها.
وانتقلت النصوص واستدارت الكاميرات نحو جميلة المناذرة هند بنت النعمان، ابنت صاحبة القصور السبعة، وايقونة الوحدة للقبائل العربية، لتسرد لنا مواهبها وما احتواه موطنها من فكر وعلوم ومعرفة ودين.
ومن المناذرة، طوينا الزمن في ساعة لنمر عبر السحاب بمغامرات خطيرة وأخرى مثيرة مع السندباد وعلاء الدين في ليالي شهريار الالف بعد الالف من حكايات الاميرة شهرزاد.
وفي غفلة من الزمن، سادت الغيوم السوداء فوق سماء العراق لتمطر شرا مستطيرا وتنعق الغربان وتهب رياح الفتن العاتية لتزيل تاريخه، حتى خرج رجالا يرتدون اثواب العلم والمعرفة مع اخوتهم من أصحاب الملابس الداكنة ليقدموا أنفسهم قرابين على بابه، معلنين بصوت عال من وسط مسرح السلام في كلية الاعلام بصوت واحد وواثق “انا العراق”.
سُدل الستار على باكورة اعمال الفرقة المسرحية لكلية الاعلام، فبانت ملامح الفخر والعز على وجوه الحاضرين وهم يستذكرون تاريخهم المشرف وحضاراتهم العريقة وما قدمته ارضهم للعالم من ثقافة وفنون وهندسة وعمارة.
وفي تلك الاثناء، أعرب عميد كلية الاعلام الأستاذ الدكتور عمار طاهر عن بالغ فخره واعتزازه بذلك العمل الفني الوطني، كونه جسد الحب والوفاء الذي يتمتع به الجيل الجديد نحو بلدهم العزيز العراق، مؤكدا انه” قد تلقى دعوات لإقامة العرض المسرحي على خشبات محلية مختلفة من بينها المسرح المركزي لجامعة بغداد”.
وأضاف ان ” كلية الاعلام حريصة على الاهتمام بالمواهب النوعية لأبنائها الطلبة والسعي لتنميتها وصقلها، لتشكل في المستقبل القريب رافدا مهما للأوساط الفنية والثقافية والرياضية كما كانت رافدا رائدا للإعلام العراقي”.
وشارك في العمل المسرحي الى جانب التأليف والسيناريو للدكتورة ضحى سعد، المحرر اللغوي والمصحح باسم رعد، وفي الموسيقى وليد فرمان وفي الاخراج الاخوين احمد واثير محمد رضا وجميعهم من شبكة الاعلام العراقي، بالإضافة الى حيدر كاظم في المونتاج والغرافيك.انتهى/64

تم تعطيل التعليقات