وحدة الاعلام/بغداد..
علق الناقد الفني على العرض المسرحي لفرقة الفنون المسرحية لكلية الاعلام (انا العراق)، من تأليف المدرس الدكتور ضحى سعد وإخراج الدكتور محمد عمر واشراف عميد الكلية الأستاذ الدكتور عمار طاهر، قائلا ان مسرح السلام في اعلام بغداد قد اضاء الحياة.
وذكر في نقده: بدأت المسرحية بمشهد استهلالي يظهر فيه عدد من طلاب وطالبات كلية الإعلام يتحدثون عن مشاريعهم المستقبلية بعد التخرج والخطط اللازمة لتلك المشاريع، رسم المخرج حركتهم بإتقان على خشبة المسرح إذ جاء الأداء الحركي للممثلين منسجما مع الأصوات – الدبلجة – ثم توالت المشاهد المسرحية ابتداءً من مشهد الخليقة حيث وضع المخرج (محمد عمر) الشخصيات في أكياس النايلون ومن ثم تقوم الشخصيات بتمزيقها وسط الهمهمات والحركات دلالة على محاولتها الخروج إلى الحياة بمصاحبة الموسيقى الحية على الة (الجلو) نفذها الفنان أ. وليد أستاذ الموسيقى في معهد الفنون الجميلة الكرخ.
واستدرك قائلا: وجاء مشهد الحضارات الذي ظهرت فيه شخصيات كالكامش وحمورابي ونبوخذ نصر والإلهة عشتار بأزيائهم التاريخية المعروفة وهم يتحدثون عن امجادهم وما صنعوه من أجل خدمة البشرية تصاحبهم وثائق فلمية جميلة دلالة على عظمة تلك الحضارات، مرورا بالتاريخ المعاصر الذي عكس تلاحم أطياف الشعب العراقي وتصديهم للأعداء والطامعين في بلادنا الحبيبة”.
وتابع ” سعت المؤلف (د. ضحى) في استنطاقها للأغنية الشعبية وللفلكلور العراقي التي ساهمت بتشكيل الخطاب الميثولوجي واسقاطه على الواقع المعاش في أعادة خلق ميثولوجيه نحت نحو ضوء جديد وإخضاع طاقتها الفكرية والجمالية لتعبر عن تجربة الإنسان العراقي المعاصر”، مبينا ان ” تلك الاغاني التي ساندتها المأثورات الشعبية من القصائد والاهازيج، تعد الركيزة الأساسية في المسرحية كونها تترجم معتقدات وتقاليد وعادات واقع الحال للسواد الاعظم من المجتمع”.
ولفت الى ان ” العرض مسرحي اتخذ المادية التاريخية والاسطورة كقاعدة لبناء الصورة المشهدية وتحولاتها ضمن مفهوم الشكل والمضمون للتوصل إلى خلق وحدة مادية متكاملة بنسق جمالي، فضلا عن سعي المخرج (محمد عمر) لتغيير فضاء التداول السببي بين فقرات النص وأنساق العرض المغلقة الي تداول ديالكتيكي ديناميكي مفتوح عبر ربط الفكرة بالوعي الخاص بالملتقي من خلال المراحل التاريخية التي مربها العراق، بالاعتماد على الأزياء والموسيقى والفلم السينمائي، فكان البطل الحقيقي في العمل هو الفرد العراقي بوصفه القاسم المشترك بين الماضي والحاضر والمستقبل”.
واشار الناقد الى ان ” لغة السرد على لسان الراوي (د. ضحى سعد) من على خشبة المسرح كانت شيقة ومؤثرة جعلت الجمهور متحفز يتابع القصة وتحولات المشهد المسرحي. كما حققت متعة السرد أهداف المخرج الجمالية والإبداعية من جانب، وتفريغ شحنة الانفعال لدى المتلقي من جانب آخر بوصفهم مشاركين مشاركة حسية تخيلية، عبر التشويق والإثارة واللغة السهلة والمكثفة البعيدة عن التعقيد”.
واوضح ان “فضاء العرض المسرحي كان غزيرا بالتوليد الدلالي من خلال السينوغرافيا والإضاءة المسرحية التي لم تقتصر مهمتها على عملية الكشف فحسب بل تعدتها إلى التفسير رغم بعض الاخفاقات البسيطة إذ لم تسلط الضوء على وجه الخفاش لإبراز ملامح الشر بشكل جيد”، موجهة في ختام نقده ” المباركة لكادر العمل وصانعه الدكتور محمد عمر”. انتهى/64
تم تعطيل التعليقات