الاعلام/بغداد..
شهد المؤتمر السنوي السادس عشر لكلية الاعلام جامعة بغداد، الموسوم “وسائل الاعلام وقضايا المجتمع”، جلسات علمية متنوعة تناولت مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية والإعلامية التي تشكل أحدث التحديات والتطلعات في البيئة الإعلامية العراقية.
باستضافة الأكاديميين والخبراء البارزين في هذا المجال، تمحورت الجلسات حول مواضيع مثيرة للاهتمام، حيث ناقشت الجلسات رؤى متعددة وتحليلات عميقة للتحديات التي يواجهها المجتمع ودور وسائل الإعلام في تسليط الضوء عليها.
تخللت الجلسات العديد من العروض الفريدة والمبتكرة التي تناولت قضايا متنوعة، بدءا من الاهتمام بقراءة الكتاب وتأثيرها على المجتمع العراقي، وصولاً إلى تحليل أساليب تناول القضايا الاجتماعية في المسلسلات التلفزيونية الأجنبية.
وعلى مدار الجلسات، استعرض الخبراء والأكاديميون مواضيع شائكة مثل تفاعلية الجمهور مع القضايا الاجتماعية على وسائل التواصل الاجتماعي، وواقع الابتزاز الإلكتروني في المجتمع العراقي، وتأثير الإعلان الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى العديد من القضايا الأخرى ذات الصلة.
وجاءت الجلسة الاولى بإشراف الاستاذ الدكتور علي جبار الشمري ومقررية الاستاذ المساعد الدكتور ندى العمار، وقدم فيها عميد الكلية الاستاذ الدكتور عمار طاهر محمد بحثا حول “دور القنوات الفضائية في إشاعة الأمل للمحكومات بالإعدام”، فيما ناقشت الاستاذ الدكتور سهام حسن علي الشجيري “ايقولوجيا الكاريكاتير ولغة الإسلاموفوبيا في الإعلام الغربي”، وبحث الاستاذ المساعد الدكتور علاء الدين أحمد خليفة “ميكانزم الاتصال القيمي والأثر السالب للمحتوى الإعلامي”.
وفي السياق نفسه، تنوعت المداخلات البحثية مع الاستاذ المساعد الدكتور نهلة عبد الرزاق عبد الخالق التي تطرقت إلى “معالجة قناة العراقية الفضائية للقضايا الاقتصادية في العراق”، و الاستاذ المساعد الدكتور واثق عباس عبد الرزاق الذي قدم مقالا يتناول “إسهامات المنصات الرقمية في التصدي لظاهرة الشذوذ الجنسي في المجتمع العراقي”، وعرضت المدرس الدكتور يسرى حمزة علي بحثا مشتركا مع المدرس المساعد هند سعيد اسود ركز على “دور الإعلام الأمني العراقي في الحد من انتشار المحتوى الرقمي الهابط على مواقع التواصل الاجتماعي (التيك توك)”، وناقش م. حليم عبد الامير خماش “مضمونات الصحافة الامريكية أزاء حادثة المطار دراسة تحليلية للمقالات المنشورة في صحيفتي (نيويورك تايمز) و(نيويورك بوست)”، وبحث المدرس المساعد احمد محمود عوده “دور وسائل الاعلام في تعزيز نظام النزاهة الوطني (NIS)”، فيما قدم الباحثان المدرس الدكتور عدنان عبد الحسن والمدرس المساعد علي عبد النبي شنين ” وسائل الاعلان التفاعلية المدمجة بالواقع المعزز في السياحة الدينية وسبل تنظيمها بتقنيات نظم المعلومات الجغرافية GIS مدينة كربلاء انموذجاً”.
وفي الجلسة الثانية التي أُقيمت افتراضيا عبر منصة زووم، كان لرئيس الجلسة ومقررها دور رئيس في إدارتها، اذ كانت برئاسة الاستاذ الدكتور إرادة زيدان الجبوري ومقررية الاستاذ المساعد الدكتور بيرق حسين جمعة، وقدم فيها الدكتور هلال بن علي الرشيدي عرضا حول “شبكات التواصل الاجتماعي في سلطنة عُمان: أنماط المشاركة والتفاعل”، فيما ناقش الدكتور إسماعيل موسى الزعنون والدكتور فارس سلمان ابو شيحة “اتجاهات القائمين بالاتصال في بلديات قطاع غزة نحو توظيف الاعلام الرقمي في إدارة أزمة المياه”. وتناولت الاستاذ المساعد الدكتور زهرة عيسى حرم ورقة بحثية عن “دور الصحافة في بناء الدولة”، وقدمت الباحثة اسراء ناجي عبد الحفيظ مقالا يتناول “دور الحملات الاعلامية الرقمية في دعم أهداف التنمية المستدامة”.
هذه الجلسات سلطت الضوء على تنوع الأبحاث والدراسات في مجال الإعلام والاتصال، وكانت فرصة للباحثين لتبادل الآراء والأفكار حول قضايا مهمة تتصل بمختلف الثقافات والمجتمعات.
وفي اليوم الثاني للمؤتمر، جاءت الجلسة الثالثة بإشراف الأستاذ الدكتور سالم جاسم العزاوي والمقرر الاستاذ المساعد الدكتور زينة عبد الخالق، وكانت مليئة بالتنوع والتحليلات الملموسة.
ابتدأت الجلسة بعرض الاستاذ الدكتور رعد جاسم الكعبي حول “مؤشرات الاهتمام بقراءة الكتاب في العراق”، وتبع ذلك مناقشة حول “أساليب تناول قضايا ما يعرف بمجتمع ميم في المسلسلات التلفزيونية الأجنبية” من قبل الأستاذ الدكتور بشرى داود السنجري والأستاذ المساعد دكتور سينهات محمد عز الدين.
وتواصلت الجلسة بعروض تفصيلية حول مختلف القضايا الاجتماعية والإعلامية في العراق، منها “معالجة الصحافة العراقية لقضايا المجتمع العراقي في ظل التعددية الحزبية والثقافية” من قبل الاستاذ المساعد الدكتور نوح عز الدين عبد الرزاق و”تفاعلية الجمهور مع القضايا الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي” قدمها الأستاذ المساعد الدكتور ريا قحطان أحمد.
وشهدت الجلسة عروضا أخرى ملهمة ومثيرة للاهتمام من قبل باحثين متميزين، حيث تناولت المواضيع التالية: “واقع الابتزاز الإلكتروني في المجتمع العراقي” من تقديم الاستاذ المساعد الدكتور انعام عبد الرضا سلطان، و”الإعلان الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي – موقع اليوتيوب أنموذجا” التي قدمتها الاستاذ المساعد الدكتور زينب ليث عباس.كما تضمنت الجلسة بحوثا اخرى، مثل “دوافع اعتماد الأقليات على الإعلام البديل” من إعداد المدرس الدكتور جميل نايف سرهد، و”تعرض النزلاء في السجون العراقية للقنوات التلفزيونية وانعكاسها على أنماط سلوكهم اليومي” من عرض الدكتور أرشد ياسين عداي الزهيري.
لا تقتصر الأبحاث القيمة على ذلك، حيث ركز باحثون آخرون على مواضيع تحليلية مهمة مثل “الاستخدام الناجح للريليشن في صناعة الإعلام” من تقديم مجموعة من الباحثين هم المدرس المساعد الاء ياسين حسين، المدرس المساعد شدن شامل عبد الله، والمدرس الدكتور محاسن عبد القادر حسن.
تلك العروض الفريدة والمناقشات الغنية قدمت نظرة شاملة ومفصلة حول تلك القضايا الحساسة والمتعلقة بالإعلام والمجتمع في العراق، ما يسهم في تعميق الفهم ورفع مستوى الوعي بأهمية هذه القضايا بين المهتمين والباحثين في المجال.”
واشتملت الجلسة الرابعة التي ترأسها الاستاذ الدكتور حسين علي نور وادار مقرريتها الاستاذ المساعد الدكتور جاسم طارش، على حوارات ثرية بالمعلومات، حيث أثارت الاوراق البحثية العديد من الأفكار والنقاشات القيمة التي أضاءت على جوانب مختلفة من الواقع الاجتماعي والإعلامي في العراق.
حيث قدمت الاستاذ الدكتور شكرية كوكز السراج معاون عميد كلية الاعلام للشؤون العلمية تحليلا عميقا حول “المعالجة الصحفية لقضايا العنف ضد الأطفال في الصحف العراقية الإلكترونية”، بينما ناقش الاستاذ المساعد الدكتور علي مولود فاضل “انعكاسات التعرض للأنمي الياباني على تشكيل اتجاهات مجتمع الأوتاكو إزاء القيم الاجتماعية”.
واستكملت الجلسة بمشاركات مثيرة من مختلف الباحثين، مثل عرض “توظيف الألوان في الإعلان” من قبل الاستاذ الدكتور كريم مشط والمدرس المساعد عقيل كريم مشط، وموضوع “التوازن والمسؤولية بين الإعلام الجديد والسلطة السياسية في المجتمع العراقي” الذي تقدم به المدرس المساعد املان عباس محسن.
تميزت هذه الجلسة بتنوع وعمق في المحتوى المقدم والمناقشات التي أطلقتها، مما يعكس روح التفاعل والاهتمام الشديد بالمواضيع التي تمس جوانب مختلفة من الواقع الإعلامي والاجتماعي في العراق.
باستضافة مؤتمر “وسائل الإعلام وقضايا المجتمع”، أضاءت كلية الإعلام على جوانب حيوية في التفاعل بين الإعلام والتحديات الاجتماعية. استعرض الباحثون والعلماء وجهات نظر متعددة، مما أضفى على المناقشات طابعاً متنوعاً ومفيداً. تمكنت الجلسات من تجسيد مجموعة من التحديات التي يواجهها المجتمع اليوم، وأبرزت الأبحاث العلمية دور الإعلام في إشعال النقاش وتعزيز التواصل حول هذه القضايا.
باختتام هذا المؤتمر، يتجلى الدور الحيوي لوسائل الإعلام في نقل الرؤى والتحليلات التي تساهم في بناء مجتمع أكثر تفاعلًا وفهمًا لقضاياه الاجتماعية. تأتي هذه النتائج كخطوة مهمة نحو تعزيز التغيير الاجتماعي والتفاهم العميق في مجتمعاتنا المعاصرة. انتهى/64

تم تعطيل التعليقات