بغداد/..
نظّمت كلية الإعلام في جامعة بغداد، ورشة علمية متخصصة بعنوان “منظور جديد لذاكرة المكان: استخدام التصوير ثلاثي الأبعاد في توثيق المباني والأماكن التاريخية والدينية”، قدمها التدريسي في قسم الاذاعة والتلفزيون الدكتور أحمد صلاح طاهر، لطلبة الدراسات الاولية في قسمي الصحافة والاذاعة والتلفزيون.
وهدفت الورشة إلى تنمية مهارات الطلبة في التوثيق الإعلامي الرقمي من خلال تعريفهم بالتقنيات الحديثة المستخدمة في حفظ التراث الثقافي بصيغ بصرية تفاعلية، وتمكينهم من توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي والتصوير ثلاثي الأبعاد في إنتاج محتوى إعلامي يواكب التطورات التكنولوجية العالمية، ويُسهم في تنمية وعي المجتمع بأهمية صيانة الذاكرة التاريخية للمكان، وتوثيقها بأساليب حديثة تتجاوز الأرشفة التقليدية نحو تجارب معرفية حية ومتاحة للجمهور عبر المنصات الرقمية.
واستعرضت الورشة محاور نظرية وتطبيقية تناولت مفاهيم التوثيق الرقمي وأساليب التصوير بزاوية 360 درجة، وتقنيات النمذجة ثلاثية الأبعاد، فضلا عن عرض نماذج دولية في هذا المجال مثل مشروع توثيق كاتدرائية نوتردام ومنصات الجولات الافتراضية. وتضمنت الورشة تطبيقا عمليا ميدانيا في متحف الكلية، أتاح للطلبة فرصة استخدام كاميرات 360 لتوثيق معروضات المتحف وتوظيف المعرفة النظرية في بيئة تدريبية واقعية.
وتناولت الورشة أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التوثيق، من خلال خوارزميات توليد النماذج ثلاثية الأبعاد، وتحليل وترميم المشاهد البصرية، بالإضافة لإنتاج محتوى بصري وسمعي متعدد اللغات باستخدام أدوات الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
كما جرى استعراض إمكانات الواقع الافتراضي والمعزز في تقديم تجارب رقمية تفاعلية تُمكن الجمهور من “زيارة” المواقع التاريخية والانخراط في جولات رقمية تنقل التراث من الأرشيف إلى تجربة حية تسهم في التوعية الثقافية والتعليم والسياحة الرقمية.
وأكد الدكتور أحمد العامري في ختام الورشة أن الذكاء الاصطناعي والواقع الممتد أصبحا من المرتكزات الأساسية في الإعلام الجديد، حيث يسهمان في إنتاج محتوى تفاعلي يخدم المعرفة والهوية الثقافية ويدعم دور الإعلام في حفظ الذاكرة الجماعية.
وتتماشى الورشة مع أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الرابع المتعلق بالتعليم الجيد، والهدف التاسع الخاص بالصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، إلى جانب الهدف الحادي عشر الذي يركز على حماية التراث الثقافي وتوثيقه كجزء من استدامة المدن والمجتمعات. انتهى/64

تم تعطيل التعليقات