بإعلان موافقة رئاسة جامعة بغداد على اعتماد وكالة أنباء كلية الإعلام “ميديا نيوز” كوحدة رسمية تدريبية للطلبة اكتملت أطراف التدريب العملي بجميع أقسامه والورشة التي كانت في الأمس مجرد أفكار وطموحات أصبحت اليوم واقع حال بعد جهود جبارة وكبيرة من قبل عمادة كلية الإعلام.

تلك الورش أنشئت وتأسست في ظروف ليست بالسهلة، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، لتقطف الكلية ثمار جهودها طيلة السنوات السابقة وتقدمها لأبنائها الطلبة لتطوير مهاراتهم في كتابة الفنون الصحفية المختلفة في الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية بشكل متكامل في تلك الورش التي تضم أجهزة ومعدات بمواصفات عالية الدقة، في وقت تفتقر فيه كبريات وسائل الإعلام العالمية إلى تلك الامكانات، لتنتقل من الجانب النظري إلى الجانب العملي التطبيقي للارتقاء بمخرجات الكلية لتكون جاهزة لتقديم خبراتها المكتسبة في سوق العمل المستقبلي.

مصنع “طموح” للصحفيين
في تصريح خاص لـ”ميديا نيوز”، يقول الدكتور هاشم حسن التميمي، عميد كلية الإعلام ، إن “الإعلام لم يعد من الدراسات الإنسانية المجردة، وإنما علم تطبيقي مثل الهندسة والطب”، معتبرا أن “المؤسسة الأكاديمية إذا لم يتوفر فيها مختبرات للإعلام الرقمي، فكل هذا ليس له قيمة ولا معنى”.
ويضيف التميمي، “نعمل على تفعيل الجوانب التطبيقية في كلية الإعلام، على أمل أن تقر الوزارة مناهج يكون فيها 60% تطبيقاً عملياً، وجزء قليل يحتوي على الأدب والفكر الإعلامي حتى نستطيع أن نوفر قاعدة وبنية تحتية للخريج ليتعايش مع ميدان العمل”.
ويلفت إلى أن “الطالب إذا لم يكن متفهما وقادرا على التعامل مع التقنيات بأحدث ما يمكن، معناه أن الكلية تفشل وتمنح شهادة نظرية بدون تطبيق عملي”، مشدداً بالقول “بدأنا خطوة مهمة وهي افتتاح وكالة أنباء كلية الإعلام (ميديا نيوز)، ووحدة للصحافة الاستقصائية بالتعاون مع منظمة نيريج العراقية ومنظمة دنماركية”.
ويبدي التميمي تفاؤله إزاء هذا التطور، بالقول، “اعتقد انها ستكون مختبرا نستطيع من خلاله إنتاج التحقيقات الاستقصائية لدخول مسابقات دولية مع كبار الصحفيين الدوليين في هذا المجال”.

أما، سامان نوح، المدير التنفيذي للشبكة العراقية للصحافة الاستقصائية “نيريج”، فهو يقول لـ”ميديا نيوز”، “فوجئت بوجود وكالة أنباء في كلية الإعلام جامعة بغداد، هذه خطوة مهمة جدا انا اعتقد ان العمل في الوكالات هو العمل الحقيقي للصحفي”، معتبرا أن “ما يجري تعلمه في وكالة خلال شهر، ربما يحتاج لسنوات في أماكن أخرى، كون الوكالات تعلم بشكل سريع ومكثف وتعد المحرك الأساس في أي عمل صحفي”.
ويتابع نوح، أن “وجود وكالة تنشر كماً كبيراً من الأخبار وتغطي مجالات الحياة كافة، شيء مهم وإيجابي جدا، ويعد مدرسة لتعليم الطلبة في انجاز عدد مهم من الأخبار بتقنية جيدة”، لافتا إلى أن “الوحدة الاستقصائية التي افتتحت وستبدأ العمل خلال الأسابيع القليلة المقبلة هي وحدة متخصصة في الصحافة الاستقصائية وبشكل خاص في الصحافة المكتوبة”.
ويوضح نوح، أن “الاستقصاء بشكل عام يتخصص بالعمل الكتابي، لانه في المجالات الأخرى يكون مكلفا ومتعبا بسبب الكلفة العالية والإمكانات المهنية التي يحتاجها ولا تتوافق مع إمكانيات الطلبة”، مشيرا إلى أن “الأساس هو تعلم الطالب ثقافة الخبر والتقرير الاستقصائي والتحقيق الاستقصائي، على أمل إنجاز تحقيقات استقصائية معمقة تتناول مختلف المواضيع الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية”.

قنوات تعليم جيدة وغير مألوفة
يقول معاون العميد لشؤون الطلبة محمد فلحي في حديث لـ”ميديا نيوز”، إن “كلية الإعلام لديها خطة لتفعيل النشاطات التدريبية والعملية والتطبيقية، وعلى هذا الأساس قامت بافتتاح قنوات جديدة ونشاطات إضافية، وهي هي وكالة ميديا نيوز ووحدة الصحافة الاستقصائية”، مبينا أن “هذه التوسعة تضاف الى النشاطات المتوفرة للطلبة، وعلى رأسها المجمع التدريبي الذي يشمل إذاعة كلية الإعلام واستوديو الكلية وقاعة المؤتمرات والمسرح والسينما والندوات، فضلا عن جريدة الصحافة”.
ويشير فلحي إلى أن “هذه القنوات الهدف منها هو أن تكون هناك دراسة تطبيقية عملية إلى جانب الدراسة النظرية بخطين متوازيين يكمل أحدهما الآخر”، مؤكدا أن “التدريس بهذه الطريقة هو الأسلوب الصحيح لمادة الإعلام عمليا، إضافة إلى الجانب النظري، كون الإعلام ليس مادة نظرية وليس تلقيناً، وإنما هو حرفة ومهنة وتدريب وممارسة”.
ويؤكد فلحي، أن “كل هذا النشاط يهدف إلى جعل خريج الإعلام قادرا على ممارسة دوره الإعلامي عند تبوءه مناصب في مؤسسات إعلامية لكي يكون كاتبا ومخرجا ومقدما”.

تعاون واعد لرفع مستوى الطلبة
أما معاون عميد كلية الإعلام للشؤون الإدارية عمار الطاهر، يقول في حديث لـ”ميديا نيوز”، إن “كلية الإعلام تتعاون مع شبكة (نيريج)، المتخصصة في الصحافة الاستقصائية، وذلك للارتقاء بنوع مهم من أنواع الصحافة، حيث تم اليوم افتتاح وحدة الصحافة الاستقصائية”، مؤكدا أن “هذه الوحدة ستسهم برفع المستوى المهني للطلبة من خلال إجراء بعض التحقيقات الاستقصائية، كون هذا النوع من الصحافة نوع جديد على الصحافة العراقية وطلبة كلية الإعلام”.
ويلفت الطاهر بالقول، “إذا كانت الصحافة هي مهنة البحث عن المتاعب، فإن الصحافة الاستقصائية هي مهنة البحث عن المخاطر”، مبينا أن “الوضع الذي يمر به البلد يجل من الصعب ممارسة هذا النوع من الصحافة، لكنه مطلوب لاسيما بعد دعوات الأمم المتحدة في إدخاله الى الصحافة العراقية للإسهام في كشف الغموض الذي يلف الكثير من القضايا المهمة”.

تم تعطيل التعليقات