وقال: “الارتجال ليس منفصلا عن كل هؤلاء وله علاقة بهم، كمخرج أعطي الثقة للعاملين معي، هؤلاء الذين لا بد أن ألتقي بهم أجلس إليهم وأتعرف على أفكارهم بما يسمح في النهاية بعلاقة إنسانية بيننا، إنني عندما أختار الممثل أدعوه إلى فنجان من الشاي مرة ومرة، ثم أعرض عليه السيناريو، حيث يصعب العمل مع ممثل لا تربطك علاقة به”.
وأشار إلى أن هناك مصورا شهيرا توفى عام 1982 سألته إحدى المشاهدات كيف تلتقط الصورة؟، فقال لها هذا سؤال يعقد لي عملي، وأضاف سيسكو “المخرج يفكر بأنه يمكن أن يثق بنفسه أحيانا وأن يشك بنفسه دائما، حين نأتي للارتجال ما لم نكن مهيئن له لا يمكن أن نرتجل، والتهيؤ ليس مرتبطا بالمخرج فقط بل بالممثل والمنتج والفني وموقع التصوير وأشياء كثيرة أخرى”.
وتساءل سيسكو كيف أن الارتجال مع ممثلين غير محترفين يصبح بمثابة كتابة نهائية للنص السينمائي، وقال: “أظن أن الفيلم هو الذي يروي قصة الإنسان، وأظن أن الإنسان أينما كان هو ذاته، والكاميرا يمكن أن تقول أكثر مما نريد قوله وربما تصل لأشياء لا نراها، عندما نصور حياة شخص أو واقع ما لا يخصنا لا نترك جانبا غير مضيء، لا بد أن نلمس كل الجوانب”.
وأشار إلى أن الواقع دائما موجود بالنسبة للإخراج لكن الفن السينمائي ليس واقعا فقط ولكنه أيضا إبداع خيالي مدهش تأليفا وتصويرا وتمثيلا وإخراجا، إنني دائما ما أدعو الشباب إلى تطلع الآخرين والأماكن والمواقف وأن يفكروا أن أي إنسان حتما لديه قصة.
ورأى في ضوء ذلك “المخرج هو من يرسم الحد الفاصل بين الارتجال والنص” مؤكدا أن الرقابة ليست نهاية العالم، “كل يوم نتعرض للرقابة، هناك من ليس عليهم رقيب لكنهم لم يصنعوا سينما قوية، ليست الرقابة هي التي ستمنعنا من عمل أفلام جيدة، الأفلام الأفضل في العالم هي تلك التي تتم صناعتها في ظل سطوة رقابية شديدة، أنا نفسي كنت ضحية للرقابة حتى بلغ الأمر إلى الوصول لرئيس الدولة للحيلولة دون إفشال العمل”.