نظم قسم العلاقات العامة في كلية الإعلام /جامعة بغداد، حلقة نقاشية حول (دور التلفزيون بإعادة ادماج المعاقين في المجتمع العراقي) قدمها الدكتور صفد حسام الشمري .
تناولت الوظائف والمهام الإعلامية والنفسية والاجتماعية الكبيرة التي يضطلع بها التلفزيون, والحاجة الملحة في اثر تلك الوسيلة في إعادة إدماج المعاقين في المجتمع العراقي, بوصفهم أفراد فاعلين ومنتجين فيها, والوقوف ضد كل من يحاول ايصال صورة سلبية عن تلك الشريحة, التي بلغت أعدادها ثلاثة ملايين معاق, وفق إحصائيات معتمدة, قد تسهم في عزلهم, وتحد من إمكانيات الإفادة من مهاراتهم وخبراتهم مستقبلا.
وتضمنت شرح وافٍ عن إسهام التلفزيون على مستوى العالم في تكريس العزل المرئي للمعاقين وتقديمهم على إنهم “مثيرون للشفقة” في اغلب الأحوال في شتى الأنواع الصحفية, والذي يتطلب من الباحثين في الشؤون الإعلامية والقائمين على منظومات الاتصال على المستوى الجماهيري, أن يحددوا ملامح استراتيجيات إعلامية حذرة وفاعلة تتناول احتياجات ومتطلبات المعاقين, ويعزز هذا الرأي, من يذهب إلى ((إن الإعاقة ليست مرضا, بل تأخرا ملحوظا في النمو, يستدعي توفير مجالات وظروفا خاصة لتحقيق هذا النمو)), ويمكن أن يكون التلفزيون احد أهم تلك المجالات, التي تسعى في تحقيق هذا النمو.
وركزت الحلقة النقاشية على توضيح الصورة الحقيقية للمعاقين ، ومحاولة تصحيح الصورة التي قدمت للمتلقين عبر الأفلام السينمائية ،والتي أظهرت المعاقين بين التشويه والذي يمكن تلمسه من خلال مواقع التصوير والأزياء والديكور, وحاولت الإساءة للقيم الإنسانية التي يمتلكونها, فيما تناولت الفضائيات قضايا المعاقين بطريقة هامشية ولم تعطهم حقهم الطبيعي من الاهتمام ، فضلا عن محاولة استغلال صورة المعاق بطريقة كوميدية في الأغاني والموسيقى وتضمينها العديد من المعاني التي تسئ للمعاق وترسخ بعض الصور النمطية المشوهة عنه.
تهدف الحلقة النقاشية الى وضع استراتيجية إعلامية تراعي احتياجات شريحة المعاقين في العراق, يمكنها أن تبدأ من خلال تأسيس قناة فضائية خاصة بالمعاقين, تستثمر مزايا التلفزيون لتحقيق أهداف إعادة إدماج تلك الشريحة في المجتمعات, والإفادة من خبراتهم ومهاراتهم المختلفة وتتصدى لبقية الأهداف, شرط أن لا تكون تلك الفضائية نوعا إضافيا من العزل المرئي للمعاقين, وتقف بالتالي بالضد من فكرة إعادة الإدماج.
ودعا الباحث الدكتور صفد حسام الشمري في الحلقة النقاشية إلى توجيه انتباهه إعلامية فورية وكبيرة للمعاقين”, بان تكون المضامين التي تحملها فضائيتنا المقترحة شاملا “لجمهور المعاقين”, وغيرهم من مرافقيهم والمتعاملين معهم وعامة المتلقين, مع الأخذ بنظر الاعتبار الواقع الصحي والنفسي للمعاق, وعدم التجريح به بشكل مقصود، وتقديمه على انه إنسان فاعل في مجتمعه, لا كونه “عالة اجتماعية”, وان إعاقته لن تقف حائلا أمام دوره كفرد منتج في المجتمع, كما دعا الشمري القائمين بالاتصال في الفضائيات المحلية إلى التعرض لقضية احتياجات ودور المعاقين بشكل فاعل في خططهم البرامجية الاعتيادية وإيقاف بث ما يمكن أن يسئ لتلك الشريحة أو يساهم في تكوين “صورة ذهنية” سلبية عنهم.