استغرب رئيس لجنة عمداء كليات وأقسام الإعلام في العراق الأستاذ الدكتور عمار طاهر الأصوات التي تظهر بين فترة وأخرى وهي تسخر من الجامعات العراقية وتستهزئ من مواقعها في التصانيف الدولية واصفا إياها بالأصوات النشاز.
وقال طاهر ثمة من يحاول بين الحين والاخر ابراز الجامعات العراقية ضمن الاسوأ عبر التصنيفات الاكاديمية المعترف وغير المعترف بها، وكأنه يحتفل بالنتيجة، ولا يبحث عن الاسباب، او يتأكد على الأقل من مصداقية الموضوع.
وأضاف طاهر على من ينتقد الجامعات وترتيبها ان يستفهم عن الموازنة المخصصة لها من الحكومة ليكتشف أنها بلا أموال للمختبرات العلمية، او لإجراء التجارب البحثية، او تطوير المكتبات، أما المشاركة في المؤتمرات العلمية داخل العراق وخارجه ، فيدفعها التدريسي من جيبه الخاص.
وتابع طاهر إن دول العالم بما فيها البلدان العربية تخصص نسبة عالية للبحث العلمي من إجمالي الناتج القومي، يصل احيانا الى 5%، في حين لا يجد الباحث العراقي المواد المستخدمة في التجارب بالمختبرات العلمية، ويعاني من نقص في الاجهزة والمعدات، وتحدد مشاركاته في الملتقيات العالمية بمرتين فقط خلال السنة، مع ان الدولة لا تتحمل النفقات !!
وزاد رئيس لجنة عمداء الاعلام منذ سنوات لا تخصيص لأجور المناقشات العلمية، او المحاضرات، او الاشراف على طلبة الدراسات العليا، اما اجور المؤتمرات العلمية، او النشر في المستوعبات العالمية، ومبالغ بحوث الترقية العلمية، فيدفع ثمنها التدريسي بالدولار عن طيب خاطر.
وأكد طاهر إن موقف الحكومة السلبي من التعليم العالي والبحث العلمي، عززه مجلس النواب بقراراته وضغوطاته البعيدة عن الرصانة ومعايير الجودة، فالدور الثالث، وعودة المرقنة قيودهم، وسنة عدم الرسوب، والتوسع في الدراسات العليا، كلها قرارات لا تخدم التقدم في التصانيف العالمية، وتقود العملية التعليمية نحو الهاوية، وتتطلب ممّن يتصدى لها بالموقف الشجاع، والكلمة الجريئة.
وكشف طاهر إن الجامعات العراقية تفقد حاليا خيرة أساتذتها بعد تقليص السن التقاعدي على وفق القانون الأخير اذ لم يستثن من وضع التشريع هذه الشريحة النخبوية التي يصعب تعويضها لتخسر الجامعات العراقية خيرة كفاءاتها المتميزة.
واستدرك طاهر وبالرغم من ذلك كله تتنافس الجامعات العراقية مع نظيراتها من جامعات تتوافر لها سبل النجاح في دول مستقرة وتتفوق عليها في الترتيب مشددا على أنه بالرغم من المعوقات يتفاعل الجميع ويتفانى لكي تستمر عجلة العلم بالدوران ولا تتوقف، فالقضية علمية ومهنية واخلاقية.
وختم طاهر حديثه بالقول على من يجلد الجامعات العراقية بسياط مزيفة أن يعي إن ما تقدمه اليوم بكلياتها واساتذتها وموظفيها وطلبتها يعد تحديا كبيرا وعلامة بارزة ومشرفة في سماء العراق المطعون في كل الخواصر.
تم تعطيل التعليقات