كلية الاعلام/بغداد..
افتتحت كلية الإعلام جامعة بغداد، اليوم الثلاثاء، فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها العلمي الخامس عشر محليا والدولي الرابع، تحت عنوان “توظيف الاعلام للتقنيات الحديثة في ظل المتغيرات الدولية”، بمشاركة مجموعة من الباحثين العرب وبالتعاون مع كلية المستقبل الاهلية الجامعة .
وقال رئيس المؤتمر الاستاذ الدكتور عمار طاهر عميد كلية الاعلام في الجلسة الافتتاحية ان ”اهم ما يميز الاعلام عن بقية العلوم الانسانية الاخرى هي اقترانه بالتقنيات الرقمية والتطورات التكنولوجية، فالطفرات في مجال الاتصال تجاوزت كل الفضاءات مما جعلها تمتلك سمات فريدة القت بظلالها على البيئة الاعلامية عموما مثلما اثرت بشكل كبير على شكل ومضمون المنتج الاعلامي وطريقة الحصول عليه من قبل الجمهور”.
واضاف ان “التسارع التقني جعل التطبيقات الاعلامية تتطور بشكل هائل، الامر الذي يستدعي ضرورة تحليلها وتفسير تداعياتها فهي تعني متابعة معطيات العصر من وسائل واجهزة ومبتكرات وتطبيق استخداماتها الحديثة والافادة منها بما في ذلك تأثيراتها في مجال المعلومات والاتصال”.
وتابع عميد اعلام بغداد: نحن نعيش اليوم حالة متفردة في تاريخ البشرية تتدفق فيها كميات هائلة من المعلومات وتشهد الكثير من التحولات على الصعد المختلفة امتدت لتشمل نمط التفكير بسبب الانتشار السريع للتقنيات الجديدة وهيمنتها على تفاصيل الحياة اليومية بطريقة غيرت العلاقة واساليب العمل والتواصل مع الآخرين لتحدث تحولات جذرية في الوعي والمعرفة والتكنولوجيا وما رافقها من تعبيرات اجتماعية كبرى.
واوضح طاهر انه “من أكثر المشاكل التي تواجه الباحثين في الوقت الراهن هي وقوعهم في اسر الهوس التقني والابتعاد عن دراسة التأثيرات المتواصلة للظاهرة الاتصالية فالعديد منهم يلقون الضوء على اهم التطورات التكنولوجية الطارئة على التطبيق او الوسيط الاعلامي ويتجاهل انعكاساته المستمرة على الجمهور”.
وختم قائلا: هذا المؤتمر العلمي هو فرصة كبيرة امام جميع الباحثين للتزاحم المعرفي ومناقشة ما يمكن ان يبوح به المستقبل في مجال الاعلام لذا نرحب بكل إضافة علمية تسهم في البناء المعرفي وتسعى لتطوير البيئة الإعلامية العراقية في مجال تقنيات الاتصال.
بدوره، قال رئيس جامعة بغداد الدكتور منير حميد السعدي انه ” من دواعي السرور انعقاد مؤتمر كلية الاعلام العلمي الرابع دوليا بمشاركة باحثين من مختلف الدول العربية، لإيجاد نوع من التلاقح الفكري والعلمي لمناقشة التطور الهائل والمتسارع في تخصص الاعلام على الصعيد الرقمي والتقني”، معربا عن امله بان “تجد البحوث المشاركة في المؤتمر مكانها في المستوعبات العالمية وان تكون توصيات المؤتمر ونتاجاته ذات فائدة حقيقية لصانع القرار الاعلامي في البلد”.
واشار الى ان ” جامعة بغداد تفخر اليوم بإسهاماتها العلمية ولاسيما في النشر العلمي حيث تمكنت من دخول عدد من المستوعبات العالمية وتحقيق مؤشرات مهمة فيها”، كاشفا عن” توجه حقيقي للارتقاء بسمعة الجامعة دوليا واعادتها لسابق عهدها كأيقونة للعلم”.
وبين ان ” فلسفة جامعة بغداد ورؤيتها الجديدة هي ان لا يكون جهدها مكرسا لمنح الشهادات الاكاديمية فقط، بل الاهتمام بتقديم العلم والمعرفة للطلبة بشكل حقيقي وتسويقهما بشكل سليم بما يسهم في الارتقاء بالمجتمع”.
من جانبه، بارك رئيس نقابة الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي انعقاد المؤتمر العلمي الذي يعالج ويبحث قضايا مهمة، تشخص ما يشهده علم الاعلام من تقدم استثنائي، وقال ان “كلية الاعلام تعد كلية رائدة في البلد واسهمت في تعزيز المؤسسات الاعلامية الكبرى في العالم بالمتخصصين والمهنيين، بل وبات الكثير من مخرجاتها هم قادة اعلام سواء داخل العراق او خارجه”.
ولفت الى “الدور الكبير لكلية الاعلام ومخرجاتها في المجتمع وما لها من اثر مباشر في رسم سياسات الوعي والحوار ما بين ابناء المجتمع بشكل عام”، مبينا ان “كلية الاعلام تعد من الكليات الرصينة التي تصنع الخريجين المتميزين”، معبراً عن “شكره للمشاركة المحلية والدولية الواسعة من قبل الباحثين”، مشيداً بـ”جهود القائمين على المؤتمر”.
وعبر اللامي عن “دعمه لخطوات الكلية الحثيثة للارتقاء بواقع الاعلام العراقي”، مؤكدا ان ” ابواب نقابة الصحفيين مشرعة امام طلبة الكلية واساتذتها”.
من جانبه، اكد معاون العميد للشؤون العلمية الاستاذ الدكتور علي الشمري: ينعقد مؤتمرنا هذا تحت عنوان (توظيف الاعلام للتقنيات الحديثة في ظل المتغيرات الدولية) بهدف تسليط الضوء على توظيف الوسائل الاعلامية المختلفة المحلية والدولية للتقنيات الحديثة والكشف عن التكتيكات المعاصرة المستخدمة في ذلك وينبثق عن هذا الهدف الرئيس اهداف تخصصية في الصحافة والاذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة.
ونوه الشمري الى ان “الاستعدادات لعقد المؤتمر منذ اقراره من قبل رئاسة الجامعة ضمن الخطة العلمية للكلية كانت تجري بوتيرة عالية اذ تم تشكيل اللجان الكفيلة بإنجاحه وهي (اللجنة العلمية، اللجنة التحضيرية، لجنة العلاقات والاعلام، لجنة السكرتارية واستقبال البحوث، لجنة الدعم الفني، لجنة الترجمة، لجنة صياغة التوصيات)”.
اكمل معاون العميد للشؤون العلمية قائلا: منذ اليوم الاول للإعلان عن المؤتمر استجاب العديد من الباحثين المحليين والدوليين ليعبروا عن رغبتهم الصادقة للمشاركة في المؤتمر وفعلا فقد ورد الى لجنة السكرتارية واستقبال البحوث اكثر من (60) بحثا ومستخلصا بحثيا وبعد ان احيلت الى اللجنة العلمية للمؤتمر قامت اللجنة بتقويمها ووافقت على مشاركة (49) منها في برنامج المؤتمر.
ويناقش المؤتمر(49) ورقة بحثية لنحو (58) باحث عراقي وعربي في خمس جلسات رئيسة خُصصت الاولى كجلسة جامعة تتناول موضوعات وقضايا مختلفة عن (تقنيات الذكاء الاصطناعي وصحافة البث المباشر، والاستخدامات الاتصالية المتحققة للايموجي في مواقع التواصل وتوظيف التقنيات في النشرات الاخبارية ومستويات التحول الرقمي في بنية تحرير الفنون الصحفية)، والمحور الثاني ناقش بحوث الصحافة (تكنولوجيا الاتصال ودورها في صناعة الصحافة المعاصرة)، اما الجلسة الثالثة فتركزت على بحوث العلاقات العامة والموسومة (توظيف التقنيات الحديثة في العلاقات العامة في ظل المتغيرات الدولية)، وتطرقت الرابعة الى بحوث الاذاعة والتلفزيون وحملت عنوان (التأثيرات التي احدثتها التكنولوجيا الرقمية في بيئة الاعلام المعاصر)، فيما خُصصت الخامسة لبحوث (الاتصال الرقمي ومتغيرات العصر)، بينما تناقش الجلسة الاخيرة (الاعلان وحملات العلاقات العامة في التسويق الاجتماعي.
تجدر الاشارة الى ان وقائع المؤتمر العلمي الدولي الرابع والخامس عشر محليا لكلية الاعلام تستمر ليومي 6 – 7 كانون الاول 2022 بالتعاون مع كلية المستقبل الاهلية الجامعة بشكل “مدمج”. انتهى/64
تم تعطيل التعليقات