الاعلام/بغداد..
افتتحت كلية الإعلام جامعة بغداد، اليوم الثلاثاء، فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها العلمي السادس عشر، تحت عنوان “وسائل الاعلام وقضايا المجتمع”، على قاعة السلام، للمدة من (21-22 تشرين الثاني 2023)، بمشاركة مجموعة من الباحثين العراقيين والعرب.
يهدف المؤتمر الذي حضره عدد من الشخصيات الاكاديمية والحكومية من بينهم وكيل وزارة الخارجية لشؤون التخطيط السياسي الدكتور هشام العلويّ، وعضو مجلس النواب الدكتور ياسين العيثاوي، الى معالجة وسائل الاتصال لقضايا المجتمع المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ودور هذه الوسائل في اذكاء الازمات المختلفة.
أكد عميد الكلية ورئيس المؤتمر في الجلسة الافتتاحية “أهمية دور الإعلام كشريك أساسي مع جميع قطاعات المجتمع”، مشيرا إلى ان “الإعلام يعد اللاعب الرئيس في موضوعات التنمية المستدامة ودعم الأنشطة الإيجابية وخلق الدوافع وتعزيز الروح المعنوية”.
وأضاف أن “الإعلام يتميز عن بقية العلوم الإنسانية بدوره الحيوي والفاعل في نجاح أي هدف أو غاية في مختلف المجالات”، مبينا ان “المؤتمر العلمي السادس عشر يعتبر استمرارا وتواصلاً للمؤتمرات السابقة، التي أسست قواعد علمية دقيقة وأفضت إلى نتائج مثمرة في خدمة البيئة الاتصالية والمجتمع المعرفي في مجال الإعلام”.
واضح الدكتور طاهر ان “العالم يشهد حالة متفردة في تاريخ البشرية، حيث يتغير نمط التفكير والعمق القيمي والأخلاقي بسبب الانتشار السريع للتقنيات الجديدة، مما يؤدي إلى تحولات جذرية في الوعي والمعرفة والتكنولوجيا”.
وأكد أن “المشكلة الكبرى التي تواجه الباحثين في مجال الإعلام حاليا هي الابتعاد عن دراسة التأثيرات المستمرة للظاهرة الاتصالية”، داعيا “الباحثين لمناقشة ما يمكن أن يحققه الإعلام واقعا على صعيد المجتمع”.
وختم عميد كلية الاعلام كلمته بـ “الشكر للضيوف الكرام والباحثين المشاركين والشركات الراعية لهذا الحدث المعرفي، مؤكدًا على أهمية كل إضافة علمية تسهم في تطوير البيئة الإعلامية العراقية”.
بدوره، اعرب رئيس جامعة بغداد منير حميد السعدي، عن “سروره لانعقاد المؤتمر العلمي الرابع الدولي لكلية الإعلام، والذي شهد مشاركة باحثين من دول عربية متعددة”. وأكد على أهمية “هذا التجمع العلمي لمناقشة التطورات الكبيرة في مجال الإعلام الرقمي والتقني، مع التطلع إلى أن تجد الأبحاث المشاركة مكانتها في المستوعبات العالمية وتقدم توصيات تلبي احتياجات صانعي القرار الإعلامي في العراق”.
وأشاد بـ “الإسهامات العلمية التي قدمتها جامعة بغداد”، مشيراً إلى “نجاحها في النشر العلمي ودخولها عدة مستوعبات عالمية مهمة، مما يعكس التطلع الحقيقي للجامعة لتحقيق مكانتها العلمية والعودة للقيادة كمركز عالمي للعلم”.
وأوضح الدكتور السعدي أن “رؤية الجامعة الجديدة تتجه نحو تقديم العلم والمعرفة بشكل شامل للطلاب، ليس فقط من خلال منح الشهادات الأكاديمية، بل أيضا من خلال ترويج العلم والمعرفة بما يساهم في تطور المجتمع”.
وختم كلمته، بإدانة العدوان الصهيوني على شعب غزة، بين ان “العدوان الذي يستهدف الأبرياء ويؤدي إلى مقتل الأطفال والنساء وكبار السن في فلسطين يشكل خرقا فظا لحقوق الإنسان والقوانين الدولية”، معبرا عن “رفضه الشديد لمثل هذه الأعمال الوحشية”، داعيا إلى “وقف فوري لهذا العنف غير المبرر”.
واستدرك : نحن نؤمن بدور الإعلام في تسليط الضوء على هذه الانتهاكات وفضحها أمام العالم، فالوعي العام بما يحدث في فلسطين أمر بغاية الأهمية، يجب أن يعمل الإعلام على نقل الحقيقة وإبراز الظلم الذي يعاني منه الأبرياء في تلك المدينة المعذبة”.
في ذات السياق، بدأ نائب رئيس لجنة التعليم النيابية الاستاذ عادل حاشوش الركابي، كلته باستنكار الهجمة البريرة التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب على شعب فلسطين، مؤكدا ان “لجنة التعليم تؤمن بأن الإعلام يلعب دورا حيويا في كشف الحقائق ونقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم، لذلك نحث وسائل الإعلام على تسليط الضوء على هذه الأحداث الآثمة وإبراز الظلم الذي يعانيه الفلسطينيون”، مدينا في الوقت ذاته” صمت المؤسسات الحقوقية الدولية عن اتخاذ اي اجراء حقيقي ازاء تلك الجرائم الانسانية”.
وترحيباً بانعقاد المؤتمر العلمي، أكد الركابي، أهمية القضايا المطروحة التي تمس علم الإعلام وتحلل تطوراته الاستثنائية”، مشيدا بـ “دور كلية الإعلام ككيان رائد في البلاد”، مسلطاً الضوء على” إسهاماتها الملموسة في تعزيز المؤسسات الإعلامية الكبرى عبر العالم بفضل خريجيها المتخصصين والمحترفين”.
ولفت نائب رئيس لجنة التعليم النيابية الى “الدور الكبير الذي تلعبه كلية الإعلام وخريجوها في المجتمع، وتأثيرها المباشر في صياغة سياسات الوعي وتعزيز الحوار بين أفراد المجتمع”، وفيما ثمن “المشاركة الواسعة من الباحثين”، اشاد بـ “جهود القائمين على إنجاح المؤتمر”، كاشفا عن ” سعي مجلس النواب العراقي لتشريع قوانين تسهم في خدمة وزارة التعليم والجامعات العراقية وتحافظ على الرصانة العلمية”.
من جهتها، صرحت الأستاذ الدكتور شكرية كوكز السراج، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ان “التحضيرات لهذا الحدث العلمي بدأت منذ تأكيد إقامته ضمن الخطة العلمية للكلية، حيث تم تشكيل اللجان المناسبة لإدارة سير المؤتمر بكفاءة وفعالية”.
واستدركت بالقول: باهتمام كبير وبأسلوب متفانٍ، قامت هذه اللجان بأداء مهامها الضرورية، والترويج لفعاليات المؤتمر من خلال وسائل الإعلام المتنوعة، بما في ذلك إصدار كتيب برنامج المؤتمر وجلساته، وتقديم قائمة الباحثين المشاركين، فضلاً عن إصدارات خاصة وجريدة مميزة باللغتين العربية والإنجليزية تحت اسم “صدى المؤتمر” والتي تجسدت بنحو 24 صفحة ملونة تتضمن موضوعات متعددة منها تقرير عن مسيرة المؤتمرات السابقة وعدد من تصريحات المسؤولين في الجامعة وملخصات الباحثين”.
وصلت اللجنة المختصة أكثر من 50 بحثا ومستخلصا بحثيا، وبعد تقييم دقيق، تمت الموافقة على 40 بحثا ضمن محاور برنامج المؤتمر، بالإضافة إلى ذلك، شارك 8 باحثين من دول عربية مرموقة في جلسة عن بُعد عبر منصة زووم، بحسب الدكتورة السراج.
واكدت على “الأهمية الكبيرة لهذا الحدث العلمي”، متوقعة ان “يكون مركزا لفعاليات علمية متميزة، تعكس التزام الكلية بالتقدم العلمي وتبادل المعرفة”، معربة عن املها ان “يكون المؤتمر ناجحا وأن يحقق الأهداف المرجوة”.
ويناقش المؤتمر في جلساته العلمية عدة محاور وهي: “دور الصحافة في بناء الدولة، قضايا الاقليات في النتاجات الصحفية، معالجة الصحافة العراقية للقضايا الاجتماعية، المسؤولية الاجتماعية للصحافة أزاء قضايا المجتمع، وظائف الصحافة في المجتمعات الرقمية، وسائل الاتصال وبناء الصورة الذهنية لقضايا المجتمع، العلاقات العامة وتوظيف تكنولوجيا الاتصال الحديثة، الرؤيا المستقبلية للعلاقات العامة في ظل تكنولوجيا الاتصال الحديثة، الاذاعة والتلفزيون والمسؤولية الاجتماعية”.
كما تتضمن محاوره الاخرى : “الاعلان الالكتروني والمجتمع، العلاقات العامة ونشر ثقافة التحول الرقمي في المجتمع، معالجة الاذاعة والتلفزيون للقضايا المجتمعية، الوظيفة الاجتماعية للبرامج في الاذاعة والتلفزيون، برامج الاذاعة والتلفزيون والتنمية المجتمعية المستدامة، الاعلام الجديد والتغيير الاجتماعي، البيئة الاتصالية الجديدة وقضايا الطفل والمرأة، شبكات التواصل الاجتماعي والهوية الوطنية والقيم الاجتماعية، المواقع الاخبارية والقضايا الاجتماعية والسياسية”. انتهى/64

تم تعطيل التعليقات