بغداد/..

أشاد عميد كلية الإعلام، الأستاذ الدكتور عمار طاهر، بالتعاون المثمر بين جامعة بغداد وهيئة الإعلام والاتصالات، والذي تمخض عن مناقشة تأسيس كلية جديدة متخصصة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

وأكد الدكتور طاهر في مقال نُشر مؤخراً في جريدة الزمان الدولية أن “هذا التعاون يعد خطوة مهمة نحو تحسين البنية الرقمية في الجامعة، ومواجهة التحديات التقنية التي تعترض مسيرة التعليم العالي في العراق”.

وأوضح عميد الإعلام أن “هذا التعاون يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في المؤسسات التعليمية، من خلال تعزيز التقنيات الإلكترونية والأمن السيبراني، وتطوير مهارات الأساتذة والطلبة، ما يسهم في تقليص الفجوة الرقمية في البلاد. وفيما يلي نص المقال الذي حمل عنوان “تعاون رقمي”:

يقاس تقدم الدول، وتحضرها بما تقدمه للشعوب من خدمات ورفاهية، فعمر الحكومة يحسب بما تقدمه من أعمال كانت جديرة باحترام الناس، لذا يفترض أن تعتمد منجزات المؤسسات العامة معيارا لنجاحها مقارنة بموازناتها ومخصصاتها، وإلا ما جدوى وجود وزارات -كما هو الحال اليوم في العراق – بلا مخرجات حقيقية تخدم المواطن، وتيسر حياته اليومية.

هذا النجاح يقترن دائما بوجود قيادات فاعلة ومسؤولة… حريصة وواعية بمهام عملها، تضع الوطن ومصلحته أولا، وتترجم أهدافها وسياستها على نحو متواصل، وتحولها إلى مشاريع منظورة على وفق رؤى مستقبلية تسهم في النهوض بالواقع …تختزل الزمن، وتختصر المسافات، نحو آفاق رحبة وواسعة.

ولعل ذلك كله كان ملموسا في لقاء رئيس جامعة بغداد بهاء إبراهيم إنصاف، ورئيس هيئة الإعلام والاتصالات علي المؤيد، وهما يخططان إلى تحسين البنى الرقمية في الجامعة، ومواجهة التحديات الخاصة بنشر وتبني التقنيات الإلكترونية، وتعزيز الأمن السيبراني، وتطوير مهارات الأساتذة والطلبة معاً، للحد من الفجوة الرقمية، بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية بالمؤسسات التعليمية.

الموضوع الأهم الذي طرح على طاولة النقاش هو تأسيس (كلية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني) في جامعة بغداد لمسايرة العالم، والانفتاح على البرامج التعليمية المتطورة، بعد أن شرعت الجامعات الرصينة في شتى أرجاء المعمورة باستحداثها، نظرا لدخول هذا النوع المتطور من التقنيات في شتى العلوم الطبيعية والإنسانية.

أن التعاون المثمر بين مؤسسات الدولة، والتفاعل المنتج لقياداتها، يفضي دون ريب إلى تحقيق خطط الحكومة، وتنفيذ غاياتها، وذلك لخلق أثر إيجابي يحسب لسني عمرها، مهما تكن قصيرة، ولا سيما أن رئيس الوزراء، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي يحثان دائما على أتمتة المؤسسات التعليمية، ودعم إدارة أنظمة التعليم الإلكتروني، وتوفير برامج تدريب للباحثين مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة.

لفت انتباهي في الاجتماع ذلك الاندفاع من قائد هيئة شاب يسعى لتقديم ما يستطيع من خدمات عبر إيجاد منافذ قانونية تخوله صلاحيات المنح، مقابل رئيس جامعة خبير يفهم ما يفعل، ويجتهد لما يريد، لذا إذا كتب النجاح لهذا التعاون، فستكون أم الجامعات الرائدة في دخول أنظمتها وبرامجها إلى عالم الرقمنة ابتداء من الباحثين والمكتبة المركزية، مرورا بأنظمتها التعليمية والوظيفية، وانتهاء بالبحوث والتجارب العلمية.

تم تعطيل التعليقات