د هاشم حسن
تدشن كلية الإعلام بجامعة بغداد هذا العام تجربة جديدة تتمثل بالقبول المباشر للطلبة في ضوء رغباتهم ومؤهلاتهم بدلا من انسيابية القبول المركزي الذي يستند لمعدل الدرجات فقط والذي لا يصلح لتخصصات تحتاج لقدرات ومواهب ومنها دراسة الإعلام.
وزارة التعليم العالي اتخذت بهذا القرار خطوة علمية وعملية جريئة وجدت لها الصدى الطيب بين الأوساط الأكاديمية والإعلامية والمنظمات الدولية وفي مقدمتها اليونسكو، حيث تعد هذه الخطوة تحركا وتغييرا نوعيا في بنية المؤسسات التعليمية المعول عليها رفد الإعلام العراقي بكل إشكاله المكتوب والمسموع والمرئي والالكتروني بخبرات شابة تمتلك الاستعداد والقدرة للنهوض بواقع الإعلام بكل قنواته بما في ذلك الإعلام الرسمي ليكون حقا أداة لنقل المعلومات الصحيحة للمواطنين ووسيلة فعالة للتفاعل بين أجهزة الدولة بكل مستوياتها والشعب بكل فئاته وهذا هو حجر الزاوية في التجربة الديمقراطية بتفعيل الشفافية ولغة الحوار عبر وسائل الاتصال المختلفة.
ولكي تتخذ هذه الخطوة التي أدرك أهميتها معالي السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة الرأي في الوزارة ماها وتوقيتها الصحيح فلابد من الحديث بصراحة ومن موقع المسؤولية الأخلاقية والإشارة لضرورة الإسناد المباشر من الوزارة لجهود جامعة بغداد لاستكمال النواقص المعمارية لمبنى الكلية خلال شهرين وقبل بدء العام الدراسي الحالي ، ترافقه مبادرة نترقبها من معالي الوزير بتخصيص الأستوديو التلفزيوني الذي بحوزة الوزارة لكلية الإعلام أسوة بكلية الفنون الجميلة فبدون معدات التدريب وفي مقدمتها الأستوديو ومختبر للصوت وأخرى للحاسبات والإذاعة تبقى خطوة القبول المباشر ناقصة إذا لم تعزز بالمعدات واستبدال المناهج النظرية واقرأنها بتطبيقات عملية واستقطاب كفاءات متميزة لتطعيم الهيئة التدريسية ،لان الشهادة العليا لوحدها لا تخلق أستاذا مؤهلا لتدريس مواد إعلامية تحتاج لخبرة وتجربة وليس لنظريات وثرثرات كلامية لقتل الوقت وضياع مستقبل الأجيال.
إن تعزيز استقلال الكلية كما هو ألان وتطوير قدراتها بقرارات ثورية واستثنائية سيحولها لأكاديمية حقيقية نستطيع إن نفتخر بها كمصنع للإعلاميين الشباب ومحطة تتفاعل مع بيئتها ومجتمعها لتقدم خدماتها العلمية لأجهزة الدولة كافة والمنظمات المدنية وكل الإفراد والجماعات والجامعات التي ترغب بالتأهيل الإعلامي وإيجاد حلول لكل المشاكل الاتصالية بكل مستوياتها.
شكرا باسم ألاف الطلبة والإعلاميين والأكاديميين لصاحب القرار الجريء ، ويحدونا الأمل باستكمال الخطوات اللاحقة لتكون كلية الإعلام فعليا ولأول مرة منذ ثلاثة عقود اسما على مسمى يليق بعراقنا الجديد وتستطيع الكلية إن تكون أهلا لتلك الثقة الكبيرة والأمانة العظيمة ، لقد طال انتظارنا وها نحن بتوفيق من الله وبجهود العقليات النيرة التي وأدت كيد المغرضين نقطف ثمار الأمل والصبر ولا يصح عند الشرفاء الأتقياء إلا الصحيح.