د. حسن كامل
من طبيعة الأشياء ان يتطلع الفرد للأرتقاء بمستواه على الأصعدة كافة، وهذا التطلع نزوح مشروع وانعكاس لطموح مطلوب بين بني البشر، لكن المطلوب اللازم ان لا يبقى الفرد في حدود طموحه النظري ،ويتجنب الدخول الى المعترك، في وقت يطالب فيه الآخرين ان يتركوا له انعكاسا في الصدارة لا لشئ سوى انه يعتقد بأستحقاقه لهذا المكان وفق منطلقات نظرية غير مقترنة بجد وأجتهاد .
ان المقبول في التنظير ان يكون اساسا للأنطلاق في العمل لكن هذا البعض يتمتع في دنياه بأطلاق الكلمات الكبيرة والحديث عن الطموحات والآمال ،ويريد ان تأتيه الدنيا بخيرها وزخرفها وهو جالس في مكانه، وكأن الكلام والكلام وحده السبيل لنيل الأماني والمراتب، هذا البعض تراه مبثوثا بيننا، يملأ الدنيا ضجيجا وهو اشبه ما يكون بمخاض الجبال التي تلد فئرانا، لكن حتى الفئران لا يلدها هؤلاء البعض بضجيجهم الذي يصم الآذان والذي يختم في النهاية بمقولات مأثورة في ذم الدنيا وقلة وفاء الناس، دون ان يتمهل قليلا ويعطي نفسه فرصة للتأمل، ولو تأمل لوجد ان المنجزات لا تتحقق بالتمنيات وأن المنى تجارة الموتى .