بغداد/..
اختتمت كلية الإعلام في جامعة بغداد أعمال مؤتمرها العلمي الدولي الخامس والسابع عشر السنوي، الذي حمل عنوان “وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال ودورهما في تعزيز الحوار بين الحضارات”، بمشاركة باحثين وأكاديميين واعلاميين من داخل العراق وخارجه.
وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية “وضع تشريعات واضحة وصارمة لمكافحة خطاب الكراهية، مع دعم دور المجتمع المدني في مراقبة الانتهاكات الإعلامية على الإنترنت وخارجه”، مشددين على ضرورة “حماية الجماعات والأفراد من التهديدات التي يواجهونها بسبب المعلومات المضللة وخطابات الكراهية المنتشرة عبر المنصات الرقمية”.
ولتطوير محتوى إعلامي يركز على قيم الحوار والتسامح، أوصى المؤتمرون بـ “إنشاء صفحات إعلامية متخصصة بموضوعات الحوار مع الآخر، مدعومة بالوسائط المتعددة التي تسهم في تحقيق تواصل أكثر فعالية، فضلا عن استحداث مادة دراسية تُدرّس في كليات الإعلام بعنوان “الثقافة والحوار”، بهدف غرس قيم الحوار والتسامح في عقول الطلبة وتشجيعهم على تناول هذه الموضوعات في إنتاجهم الإعلامي”.
وعلى صعيد الممارسة الإعلامية، طالب المؤتمر بزيادة التركيز على إنتاج مواد إعلامية ترسخ النقاش المحترم والمتبادل بين الثقافات المختلفة”، داعيا الى “إطلاق مبادرات إعلامية تُبرز قصصاً واقعية عن التسامح، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتنظيم حملات توعوية تثري ثقافة الحوار وتعمقها”.
وفي سياق البحث العلمي، اكدت التوصيات على أهمية “إجراء دراسات معمقة حول صور العرب والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية، مع التركيز على العلاقة بين الإرهاب وظاهرة الإسلاموفوبيا في العقل الغربي”، مشددة على ضرورة “دراسة تأثير وسائل الإعلام الرقمية على الحوار بين الحضارات، وقياس مدى تقبل الجمهور للأفكار المختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وركز المؤتمر على “تطوير المهارات الإعلامية لمكافحة ظاهرة التزييف الرقمي التي أصبحت تهدد مصداقية الإعلام، والتعاون بين كليات الإعلام والمؤسسات التكنولوجية لإيجاد أدوات متقدمة لمواجهة التزييف الإعلامي، إضافة إلى تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للإعلاميين حول التحقق من الأخبار والمعلومات المنشورة على المنصات الرقمية”.
وشدد المشاركون على “ضرورة بناء شراكات بين المؤسسات الإعلامية والتربوية لتقديم محتوى ينمي التوعية المجتمعية للشباب، خاصة في ظل انتشار ثقافات سلبية تؤثر على النشء، بالاضافة إلى إنتاج محتوى موجه للشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً، مثل إنستغرام وتيك توك، لتوصيل الرسائل التوعوية بشكل أكثر فعالية”.
وأوصى المؤتمر بـ “تطوير خطاب إعلامي يدعم القيم الإنسانية المشتركة، ويركز على التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب”، داعيا “وسائل الإعلام العراقية إلى تنظيم جلسات حوارية تجمع بين الإعلاميين الشباب وأساتذة الجامعات من مختلف الثقافات لمناقشة القضايا الخلافية وبحث حلول مبتكرة لها”.
واختتم المؤتمر بـ “توصية الى صناع القرار لتبني استراتيجية شاملة تهدف إلى توحيد الخطاب الإعلامي المناهض للتطرف والكراهية”.
وأكد المشاركون أن “تحقيق هذه التوجهات يتطلب تعاوناً متكاملاً بين مختلف الجهات الحكومية والأكاديمية والمجتمع المدني لضمان استدامة الحوار الحضاري والتنمية المجتمعية”.
وكان المؤتمر العلمي الدولي الخامس والسنوي السابع عشر لكلية الاعلام قد عقد خلال يومي 27-28 تشرين الثاني 2024، وناقش محاور متعددة تتعلق بتحديات الإعلام في العصر الرقمي ودوره في بناء جسور الحوار الحضاري بين الثقافات. انتهى/64